العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والعقم

العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والعقم

العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والعقم لدى النساء والرجال، وكيف يمكن لقصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية أن يؤثر على الخصوبة، إلى جانب شرح طرق التشخيص والعلاج المناسبة لكل حالة.

تلعب الغدة الدرقية دورًا محوريًا في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، وعلى رأسها التوازن الهرموني. ومن بين التأثيرات العميقة لهذه الغدة هو ارتباطها الوثيق بالقدرة الإنجابية لدى الرجال والنساء. أي خلل في نشاط الغدة الدرقية، سواء بالزيادة أو النقصان، قد يكون له آثار سلبية على الخصوبة وفرص الحمل.

أولًا: قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)

يحدث القصور عندما لا تُفرز الغدة الدرقية كميات كافية من الهرمونات، مما يؤدي إلى إبطاء العديد من العمليات الحيوية. الأعراض الشائعة تشمل:

  • الشعور الدائم بالتعب والخمول
     

  • زيادة غير مبررة في الوزن
     

  • اكتئاب أو تقلبات مزاجية
     

  • اضطرابات في الدورة الشهرية
     

تأثير قصور الغدة الدرقية على الخصوبة:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية: مما يصعب تحديد أيام الإباضة بدقة.
     

  • انعدام الإباضة (Anovulation): أي أن المبيض لا يُطلق بويضة، وهو من أسباب العقم الشائعة.
     

  • ارتفاع خطر الإجهاض المبكر: بسبب اضطراب التوازن الهرموني المطلوب لدعم الحمل.
     

  • قصر المرحلة الأصفرية: وهي الفترة بين التبويض والدورة، ما قد يعوق انغراس البويضة المخصبة في الرحم.
     

ثانيًا: فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)

على النقيض، في حالة فرط النشاط، تفرز الغدة كمية زائدة من الهرمونات، مما يؤدي لتسريع وظائف الجسم، والأعراض تشمل:

  • فقدان سريع للوزن
     

  • رعشة بالأطراف
     

  • توتر أو قلق مفرط
     

  • دورات شهرية غير منتظمة
     

تأثير فرط نشاط الغدة الدرقية على الإنجاب:

  • عدم انتظام التبويض: كما في القصور، يجعل تحديد وقت الإباضة صعبًا.
     

  • انخفاض احتياطي المبيض: أي قلة عدد البويضات الجيدة المتبقية.
     

  • الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود: من المضاعفات المتوقعة للحمل في هذه الحالة.
     

ثالثًا: أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية

بعض أمراض الغدة الدرقية تنتج عن اضطرابات في الجهاز المناعي، أبرزها:

  • هاشيموتو: يسبب قصور الغدة.
     

  • مرض غريفز: يؤدي إلى فرط النشاط.
     

هذه الأمراض تؤثر على القدرة الإنجابية عبر:

  • مهاجمة الجسم لأنسجة الغدة، مما يربك التوازن الهرموني الضروري للحمل.
     

  • زيادة خطر الإجهاض وتكرار فشل الحمل.
     

 

تشخيص العقم المرتبط بخلل الغدة الدرقية

يتطلب تشخيص هذا النوع من العقم فحصًا دقيقًا وشاملًا للتأكد من وجود خلل في وظائف الغدة الدرقية ومدى تأثيره على الخصوبة.

خطوات التشخيص:

1. الاستشارة الطبية الأولية

  • مراجعة التاريخ الطبي بشكل مفصل.
     

  • مناقشة الأعراض المرتبطة بالغدة والدورة الشهرية.
     

  • تقييم عدد مرات الحمل السابقة ومدى انتظامها.
     

2. الفحص الجسدي

  • ملاحظة وجود تضخم في الرقبة (دلالة على وجود تضخم الغدة).
     

  • فحص الجلد والشعر والوزن.
     

  • قياس معدل ضربات القلب وردود الأفعال العصبية.
     

3. تحاليل الدم

  • TSH: للتحقق من نشاط الغدة.
     

  • FT4 و FT3: لتحديد مستويات الهرمونات الحرة في الدم.
     

  • الأجسام المضادة للغدة: للكشف عن أمراض المناعة الذاتية.
     

4. الفحوصات التصويرية

  • السونار على الغدة: لرؤية شكلها وحجمها.
     

  • اختبار امتصاص اليود المشع: لتحديد نوع فرط النشاط.
     

5. فحوصات إضافية

  • خزعة بإبرة دقيقة: إذا وُجدت عُقد في الغدة.
     

  • رسم حرارة الجسم القاعدية: لمتابعة التبويض.
     

6. تقييم هرمونات الإنجاب

  • FSH و LH: لقياس كفاءة المبيض.
     

  • برولاكتين: ارتفاعه قد يعيق التبويض.
     

  • إستروجين وبروجسترون: لمتابعة وظائف المبيض والرحم.
     

7. الفحوصات التكاملية للخصوبة

  • أشعة الصبغة على الرحم والأنابيب (HSG).
     

  • سونار مهبلي لفحص الرحم والمبايض.
     

  • تحليل السائل المنوي لتقييم الخصوبة عند الرجل.
     

 

علاج العقم الناتج عن اضطرابات الغدة الدرقية

يعتمد العلاج على نوع الخلل الموجود في الغدة. الهدف هو استعادة التوازن الهرموني لتحسين فرصة الحمل.

علاج قصور الغدة الدرقية

  • دواء ليفوثيروكسين: لتعويض نقص الهرمون.
     

  • متابعة مستمرة لمستوى TSH لتعديل الجرعة.
     

نمط الحياة

  • أطعمة غنية باليود والسيلينيوم مثل الأسماك، البيض، والمكسرات.
     

  • ممارسة الرياضة للحفاظ على الوزن وتنشيط الغدة.
     

علاج فرط نشاط الغدة الدرقية

  • أدوية مضادة للغدة مثل الميثيمازول.
     

  • حاصرات بيتا لتقليل الأعراض المصاحبة.
     

  • العلاج باليود المشع: لتقليص نشاط الغدة المفرط.
     

  • الجراحة (استئصال الغدة) في حالات معينة، يتبعها علاج بالهرمون مدى الحياة.
     

علاج أمراض المناعة الذاتية

  • مثبطات المناعة لتقليل الهجوم على الغدة.
     

  • تنظيم الهرمونات حسب نوع المرض (ليفوثيروكسين أو أدوية مضادة).
     

 

تقنيات المساعدة على الإنجاب لمرضي الغدة الدرقية

عندما تفشل العلاجات التقليدية في تحسين الخصوبة، يمكن اللجوء إلى تقنيات الإخصاب المساعد، ومنها:

التلقيح الصناعي (IVF)

يساعد على تجاوز مشاكل التبويض المرتبطة بالغدة عند التحكم الهرموني المناسب.

تحفيز التبويض

استخدام أدوية مثل الكلوميد لتحفيز إطلاق البويضات.

الحقن المجهري (ICSI)

خيار فعّال في حالات العقم المزدوج، خصوصًا إذا وُجدت مشكلة في الحيوانات المنوية.

 

أهمية التوازن الهرموني للخصوبة

الغدة الدرقية، وإن بدت صغيرة الحجم، إلا أن أثرها كبير في الإنجاب. فالخلل فيها يمكن أن يعيق الحمل بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال اضطراب التبويض أو التأثير على بطانة الرحم.

العلاج المناسب يعيد الأمور إلى نصابها، ويزيد من فرص الحمل بصورة واضحة، خاصة بعد ضبط مستويات الهرمون.

 

نصائح وقائية للحفاظ على صحة الغدة والخصوبة

  • إدارة التوتر، لأن الكورتيزول المرتفع يعطل إنتاج الهرمونات.
     

  • الابتعاد عن الكافيين والسكر المكرر والصويا الزائدة.
     

  • تناول الأطعمة الكاملة والعضوية، وتجنب المواد الحافظة والمصنعة.
     

  • الإقلاع عن التدخين، فهو يؤثر على الغدة والخصوبة سويًا.
     

 

اضطرابات الغدة الدرقية تُعد من الأسباب الخفية والشائعة في صعوبة الإنجاب، ولكنها قابلة للعلاج. إذا كنتِ تعانين من تأخر الحمل مع وجود أعراض مرتبطة بالغدة، فلا تترددي في إجراء الفحوصات اللازمة. ومع العلاجات الحديثة والمتابعة المستمرة، يمكن تحقيق حلم الأمومة بشكل طبيعي أو من خلال تقنيات المساعدة على الإنجاب.

إذا كنتِ تبحثين عن رعاية طبية متميزة لعلاج مشكلات الغدة الدرقية وتأثيرها على الخصوبة، فإن مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة تقدم لكِ نخبة من الأطباء المتخصصين في الغدد الصماء والخصوبة، لضمان تشخيص دقيق وعلاج فعّال يزيد من فرص الإنجاب بأمان واطمئنان.

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار