أهم المعلومات حول تجميد الأجنة

أهم المعلومات حول تجميد الأجنة

رحلة طبية شاملة للتعرّف على تقنية تجميد الأجنة، بدءًا من معناها وخطواتها، مرورًا بفوائدها للزوجين، ومخاطرها المحتملة، وصولًا إلى أهم النصائح الطبية للنجاح، مع تسليط الضوء على دورها في دعم فرص الحمل في المستقبل.

مع التقدم الهائل في مجال علاجات تأخر الحمل والعقم، أصبحت تقنيات التخصيب المساعد مثل الإخصاب المخبري (IVF) محط أنظار الكثير من الأزواج، خصوصًا أولئك الذين يواجهون صعوبات في تحقيق حلم الإنجاب. ومن بين أبرز هذه التقنيات التي أثبتت فعاليتها واستمراريتها عبر السنوات: تجميد الأجنة، الذي يُعتبر بمثابة فرصة ذهبية لحفظ البويضات المخصبة من أجل استخدامها في وقت لاحق، بما يتناسب مع الظروف الصحية أو الاجتماعية للزوجين.

ولأن الوعي حول هذه التقنية لا يزال غير مكتمل لدى البعض، سنأخذك في هذا المقال إلى جولة شاملة ومبسطة لفهم تفاصيل عملية تجميد الأجنة، دوافع اللجوء إليها، خطواتها، فرص النجاح والمخاطر، وأيها أفضل: الأجنة الطازجة أم المجمدة.

 

ما هو مفهوم تجميد الأجنة؟

تجميد الأجنة أو ما يُعرف طبيًا بـ (Embryo Freezing) هو إجراء طبي يُستخدم للاحتفاظ بالأجنة التي تم تلقيحها مخبريًا، من خلال تجميدها في درجات حرارة منخفضة للغاية للحفاظ على سلامتها حتى يتم اتخاذ قرار بزراعتها في رحم المرأة لاحقًا.

والجنين هنا هو البويضة بعد أن تم تخصيبها بالحيوان المنوي وبدأت في الانقسام الخلوي. واللافت أن أول ولادة لطفل بعد استخدام جنين مجمد تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، ما يدل على أمان التقنية واستمراريتها. ومنذ ذلك الوقت أصبحت خيارًا فعالًا للعديد من الأزواج حول العالم.

 

دواعي اللجوء لتجميد الأجنة

توجد عدة أسباب تدفع الزوجين أو الطبيب إلى اقتراح تجميد الأجنة، وتشمل هذه الأسباب ما يلي:

1. ظروف صحية حالية تؤثر على الخصوبة المستقبلية

  • الخضوع لعلاجات كيماوية أو إشعاعية يمكن أن تضعف الخصوبة.

  • وجود أمراض وراثية قد تؤثر على القدرة الإنجابية.

  • تناول أدوية أو الخضوع لعمليات تؤثر سلبًا على القدرة الإنجابية مثل استئصال المبيض.
     

2. الرغبة في تأجيل الحمل

بعض الأزواج يفضلون الانتظار حتى تكون الظروف مناسبة نفسيًا أو اجتماعيًا أو مهنيًا، ما يجعل تجميد الأجنة خيارًا آمنًا لضمان الإنجاب مستقبلًا.

3. تجنب فرط تحفيز المبيض

في بعض حالات العلاج الهرموني، يحدث ما يسمى بمتلازمة فرط تحفيز المبيض، وهنا يُفضل الأطباء تجميد الأجنة لحين استقرار الحالة لتفادي المضاعفات.

4. فحص الأجنة للكشف عن التشوهات الوراثية

إذ يمكن فحص الجنين جينيًا قبل زرعه في الرحم، وفي هذه الفترة يتم تجميده لحين صدور نتائج الفحوص.

5. وجود أجنة زائدة بعد الإخصاب

عند إجراء التلقيح الاصطناعي غالبًا ما يتم إنتاج عدد أكبر من الأجنة، ويُزرع بعضها في الرحم، وتُجمّد البقية لاستخدامها لاحقًا.

 

خطوات تجميد الأجنة من البداية حتى النهاية

تخضع عملية تجميد الأجنة لعدة مراحل متتالية ودقيقة، وفيما يلي شرح تفصيلي لكل خطوة:

1. تحفيز المبيض وسحب البويضات

تتناول المرأة أدوية هرمونية لتحفيز المبايض لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات، وبعد التأكد من نضجها، يتم سحبها تحت التخدير باستخدام إبرة دقيقة موجهة عبر جهاز الموجات فوق الصوتية.

2. تخصيب البويضات

هناك طريقتان رئيسيتان لتخصيب البويضات:

  • التلقيح التقليدي: حيث توضع البويضات والحيوانات المنوية معًا في المختبر وتُترك لحدوث التخصيب بشكل طبيعي.

  • الحقن المجهري (ICSI): حيث يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة، وتُستخدم هذه الطريقة عند وجود مشاكل في الحيوانات المنوية.
     

3. مراقبة تطور الجنين

يُراقب الجنين لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أيام، وخلال هذه الفترة يتم تقييم حالته ونموه، لتحديد الأجنة السليمة القابلة للتجميد أو الزرع.

4. عملية التجميد

يُستخدم في هذه المرحلة مواد خاصة تُسمى "الواقيات الباردة" لتجنب تكوّن بلورات ثلجية قد تؤدي إلى تلف الجنين. وتوجد طريقتان للتجميد:

  • التجميد البطيء: يُقلل تدريجيًا من درجة حرارة الأجنة.

  • التزجيج (Vitrification): يُجمّد الجنين سريعًا باستخدام النيتروجين السائل، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا وحداثة.

5. التخزين

تُحفظ الأجنة المجمدة في أنابيب خاصة داخل خزانات تحتوي على النيتروجين السائل، ويمكن أن تبقى فيها لعدة سنوات.

 

إعادة الأجنة المجمدة إلى الرحم

عندما يقرر الزوجان استخدام الأجنة المجمدة، تبدأ مرحلة "الذوبان" ثم الإرجاع إلى رحم الأم. ويمكن أن يتم ذلك بإحدى طريقتين:

1. مع العلاج الهرموني

تُعطى المرأة هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون لتجهيز بطانة الرحم لاستقبال الجنين.

2. في الدورة الطبيعية

يُراقب الطبيب الدورة الشهرية للمرأة وينتظر التبويض الطبيعي، ثم يحدد موعد نقل الجنين.

وبعد نقل الجنين إلى الرحم، يُنصح بانتظار حوالي 10 أيام لإجراء اختبار الحمل عبر تحليل الدم للتأكد من حدوث الانغراس.

 

ما مدى نجاح عملية تجميد الأجنة؟

تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 95% من الأجنة المجمدة تبقى سليمة بعد الذوبان، وأن فرص الحمل باستخدامها جيدة جدًا، خصوصًا عند استخدام تقنية التزجيج الحديثة.

وتعتمد نسبة نجاح الحمل بشكل كبير على عمر المرأة عند سحب البويضات، فكلما كانت أصغر عمرًا، زادت فرص الحمل، خاصة إذا كان عمرها أقل من 35 عامًا.

وفي دراسة نُشرت عام 2016، لم يظهر أي فرق في التشوهات الخلقية بين الأطفال الناتجين عن أجنة طازجة أو مجمدة.

 

الأجنة الطازجة أم المجمدة: أيهما أفضل؟

أظهرت العديد من الدراسات أن الأجنة المجمدة قد تتفوق في بعض الحالات على الأجنة الطازجة من حيث فرص النجاح، وذلك لأن:

  • تجميد الأجنة يسمح للجسم بالعودة لوضعه الطبيعي بعد التحفيز الهرموني.

  • يُتيح الوقت لفحص الأجنة جينيًا بدقة.

  • يقلل من خطر متلازمة فرط تحفيز المبيض.

ومع ذلك، فإن القرار النهائي يعتمد على الحالة الصحية للمرأة، وجودة الأجنة، وخطة العلاج الموضوعة من قبل الطبيب المختص.

 

المخاطر المحتملة لتجميد الأجنة

رغم الأمان الكبير الذي تُظهره هذه التقنية، إلا أنها قد تحمل بعض المخاطر الطفيفة، منها:

  • احتمال عدم بقاء بعض الأجنة على قيد الحياة بعد الذوبان.

  • احتمالية عدم انغراس الجنين في بطانة الرحم.

  • قلة فعالية التقنية في حال كانت البويضات ذات نوعية ضعيفة أو تم أخذها من امرأة متقدمة في السن.
     

 

هل تجميد الأجنة خيارك الأمثل؟

إذا كنتِ تفكرين في تأجيل الحمل لأسباب صحية أو شخصية، أو تخضعين لعلاج قد يؤثر على الخصوبة، فإن تجميد الأجنة يُعد حلًا آمنًا وفعالًا يوفر لكِ فرصة حقيقية لتحقيق حلم الأمومة في الوقت المناسب لكِ.

وإذا كنتِ تفكرين في تجميد الأجنة كخيار طبي مستقبلي لتحقيق حلم الأمومة، فنحن نوصيكِ بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، أحد أبرز المراكز المتخصصة في المملكة في علاج العقم وتقنيات الإخصاب المساعدة. يتميز المجمع بفريق طبي على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة، مع توفر أحدث التقنيات في مجال تجميد الأجنة والحقن المجهري، لضمان أعلى نسب النجاح وتحقيق تطلعات الأزواج بكل أمان وخصوصية.

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار