في بعض الحالات، قد يُفاجأ الأزواج بعدم القدرة على الإنجاب مجددًا، رغم أن لديهم طفلًا سابقًا. هذا ما يُعرف بـ"العقم الثانوي"، وهو أكثر شيوعًا مما يظنه البعض. فهل يمكن أن يعاني الزوجان من مشاكل في الخصوبة بعد إنجاب ناجح؟ وما الذي يسببه؟ وكيف يمكن التعامل معه طبيًا ونفسيًا؟ في هذا المقال سنستعرض كل ما تحتاج معرفته عن العقم الثانوي بشكل تفصيلي، وبأسلوب مبسط وواقعي.

ما المقصود بالعقم الثانوي؟

العقم الثانوي هو الحالة التي يكون فيها الزوجان قادرين على الإنجاب في الماضي، لكن يواجهان الآن صعوبة في الحمل مرة أخرى، بالرغم من المحاولات المتكررة خلال فترة تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا. هذا النوع من العقم يُشخَّص فقط إذا حدث الحمل الأول طبيعيًا دون تدخل طبي كأدوية الخصوبة أو تقنيات الإخصاب المساعد.

الأسباب المحتملة للعقم الثانوي

تشبه أسباب العقم الثانوي إلى حد كبير أسباب العقم الأولي، ويمكن أن تعود إلى أحد الزوجين أو كليهما. ومن أبرز هذه الأسباب:

عند النساء:

• الاضطرابات الهرمونية: مثل تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية.

• مشاكل الإباضة: كغياب التبويض أو عدم انتظامه.

• انسداد قناتي فالوب: مما يمنع التقاء البويضة بالحيوان المنوي.

• الانتباذ البطاني الرحمي: وهو نمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم.

• الأورام الليفية أو تندب الرحم: والتي قد تعوق انغراس الجنين.

• الإجهاض المتكرر: قد يشير إلى مشاكل في الرحم أو خلل مناعي.

• تقدم العمر: حيث تقل جودة البويضات بعد سن 35 عامًا.
   

عند الرجال:

• انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها.

• مشكلات تشريحية مثل دوالي الخصية.

• اضطرابات هرمونية تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.

• التعرض لعوامل بيئية أو مهنية ضارة.
   

كيف يتم تشخيص العقم الثانوي؟

يبدأ التشخيص من خلال التاريخ الطبي والفحوصات الجسدية لكلا الزوجين، ثم يلي ذلك إجراء مجموعة من الاختبارات تشمل:

• تحاليل هرمونية للمرأة لقياس مستويات FSH، LH، الإستروجين، والبروجستيرون.

• اختبارات التبويض لمعرفة ما إذا كانت تحدث بانتظام.

• أشعة على الرحم وقناتي فالوب (HSG) للكشف عن الانسدادات أو العيوب.

• سونار مهبلي لفحص المبيضين والرحم.

• تحليل السائل المنوي للرجل لتقييم العدد والحركة والشكل.
   

أحدث خيارات علاج العقم الثانوي

بمجرد تحديد السبب، يُوصي الطبيب بالخطة العلاجية المناسبة والتي قد تشمل:

1. العلاج الدوائي:

يُستخدم لتنظيم الهرمونات أو تحفيز التبويض، خاصة في حالات تكيس المبايض أو اضطرابات الدورة الشهرية.

2. التدخل الجراحي:

قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الأورام الليفية، أو علاج الانتباذ البطاني الرحمي، أو فتح الانسدادات في قناتي فالوب.

3. تقنيات الإخصاب المساعد (ART):

• التلقيح داخل الرحم (IUI): حيث تُحقن الحيوانات المنوية مباشرة داخل الرحم.

• أطفال الأنابيب (IVF): ويتم فيها تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر ثم زرع الأجنة في الرحم.
   

العوامل المؤثرة في نجاح الحمل مجددًا

نجاح العلاج يعتمد على عدة عوامل، منها:

• عمر المرأة: تقل فرص الحمل الطبيعي بعد عمر 35 سنة.

• مدة المحاولة: كلما زادت مدة عدم حدوث الحمل، قلت نسب النجاح بدون تدخل طبي.

• الحالة الصحية العامة لكلا الزوجين.

• السبب الرئيسي للعقم.
   

الدعم النفسي: جزء لا يقل أهمية عن العلاج

التعامل مع العقم الثانوي قد يكون محبطًا نفسيًا، خاصة بعد تجربة إنجاب سابقة ناجحة. من المهم:

• مشاركة المشاعر مع الشريك.

• طلب الدعم من مختص نفسي عند الحاجة.

• الانضمام لمجموعات دعم ممن يمرون بنفس التجربة.
   

متى يجب زيارة الطبيب؟

• إذا كان عمركِ أقل من 35 سنة ولم يحدث الحمل خلال سنة.

• إذا كنتِ فوق 35 سنة ومرت 6 أشهر دون حمل.

• في حال وجود أعراض مثل عدم انتظام الدورة، أو آلام في الحوض، أو إجهاضات متكررة.
   

إذا كنتِ تعانين من العقم الثانوي، لا تفقدي الأمل. فالعلاج ممكن ومتوفر بطرق متنوعة تناسب كل حالة على حدة. التشخيص المبكر والالتزام بخطة العلاج يمكن أن يفتحا لكِ باب الأمل من جديد لتحقيق حلم الإنجاب.

لتحقيق نتائج فعالة وآمنة في علاج العقم الثانوي، ننصحكِ بالتوجه إلى مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة. يتميز المجمع بخبرته الواسعة في علاج مشاكل تأخر الحمل والعقم، ويضم نخبة من أفضل الأطباء والاستشاريين في تقنيات الإنجاب المساعدة مثل التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، بالإضافة إلى رعاية شاملة مخصصة لكل زوجين حسب حالتهم الصحية. احجزي موعدك اليوم وابدئي رحلة الأمل بثقة.