هل يؤثر الإجهاض على خصوبة المرأة؟

هل يؤثر الإجهاض على خصوبة المرأة؟

هل تؤثر عمليات الإجهاض على خصوبة المرأة؟ اكتشفي في هذا المقال الشامل الحقائق الطبية حول العلاقة بين الإجهاض والقدرة على الإنجاب، والمخاطر المحتملة، وأهم النصائح للحفاظ على صحتك الإنجابية.

هل تؤثر عمليات الإجهاض على قدرة المرأة على الإنجاب؟

 

غالبًا ما يُثار التساؤل حول ما إذا كانت عمليات الإجهاض تؤثر على الخصوبة المستقبلية للمرأة. في الحقيقة، الإجهاض الطبي الذي يتم بإشراف طبيب مختص، ووفقًا للمعايير الطبية، لا يسبب عادة أي تأثير دائم على خصوبة المرأة. لكن نوع الإجراء المستخدم يلعب دورًا مهمًا في احتمالية وجود مضاعفات مستقبلية.

من أبرز أنواع الإجهاض الإجراء المعروف بـ توسيع وكحت الرحم (Dilation and Curettage)، وهو إجراء جراحي يتم فيه توسيع عنق الرحم وإزالة محتوى الرحم باستخدام أداة كشط. هذا النوع من الإجراءات قد يؤدي في بعض الحالات إلى تلف بطانة الرحم أو ظهور ندبات داخلية، وهي عوامل قد تقلل من الخصوبة لاحقًا. ولهذا، غالبًا ما يُنصح باستخدام طرق أقل تدخلاً مثل الشفط الرحمي (Suction Curettage)، حيث لا يتم كشط الرحم بشكل مباشر، مما يقلل من احتمالية حدوث ضرر دائم.

تكرار الإجهاض وأثره على عنق الرحم

عندما تتكرر عمليات الإجهاض بشكل متتابع، فقد يتسبب ذلك في إضعاف عنق الرحم. وفي حال حدوث حمل لاحق، قد يبدأ عنق الرحم بالتوسع قبل الموعد الطبيعي للولادة، مما قد يعرض المرأة لخطر الولادة المبكرة أو حتى لفقدان الحمل مرة أخرى.

حبوب الإجهاض والخصوبة

لا توجد أدلة علمية قوية تربط بين استخدام حبوب الإجهاض، تحت إشراف طبي، وبين انخفاض الخصوبة في المستقبل. إذا تم تناول هذه الحبوب وفقًا لتعليمات الطبيب، فإنها عادة لا تترك أي أثر سلبي دائم على الجهاز التناسلي الأنثوي.

 

هل يمكن الحمل بعد الإجهاض مباشرة؟

 

نعم، من الممكن جدًا أن يحدث الحمل في الأسابيع القليلة التي تلي عملية الإجهاض، حتى أثناء فترة النزيف. يعود السبب في ذلك إلى أن عملية الإباضة قد تحدث قبل عودة الدورة الشهرية، مما يجعل الحمل واردًا في وقت مبكر جدًا. لذلك، إذا لم تكن المرأة تخطط للحمل مباشرة، من الضروري استخدام وسائل منع الحمل فورًا.

لكن، في حال كان الإجهاض قد تم عبر إجراء جراحي مثل "التوسيع والكحت"، يُفضّل الانتظار على الأقل شهرًا واحدًا قبل محاولة الحمل مجددًا. هذه المهلة تتيح للرحم فرصة التعافي وإصلاح أي تلف قد يكون قد حدث. وفي أغلب الأحيان، يُوصي الأطباء بالانتظار حتى ثلاثة أشهر قبل محاولة الحمل، وخصوصًا إذا كان الإجهاض قد وقع في الثلث الثاني أو الأخير من الحمل.

 

متى يُنصح بالحمل بعد الإجهاض؟

 

إعطاء الجسد الوقت الكافي للتعافي أمر بالغ الأهمية. فالإجهاض، خاصة إذا ترافق مع مضاعفات أو حدث في مرحلة متقدمة من الحمل، قد يترك أثرًا نفسيًا وجسديًا يحتاج إلى وقت للشفاء. كما أن بعض النساء قد يشعرن بالحزن أو الذنب بعد الإجهاض، مما يدفعهن إلى محاولة الحمل سريعًا كوسيلة للراحة النفسية. لكن الأطباء لا يشجعون على هذا النوع من القرارات العاطفية السريعة.

 

احتمالات الحمل الناجح بعد الإجهاض

 

إذا لم تكن هناك مشاكل صحية واضحة بعد الإجهاض، مثل اضطرابات في الكروموسومات أو التهابات، فإن نسبة نجاح الحمل بعد الإجهاض تكون مرتفعة جدًا، خصوصًا بعد فترة تعافٍ كافية.

 

نصائح لزيادة فرص الحمل بعد الإجهاض

 

إليك مجموعة من الإرشادات التي تساعد على تعزيز فرص الحمل بعد الإجهاض:

  • شرب كميات كافية من الماء والابتعاد عن الجفاف.

  • الراحة الجسدية وتجنب الأعمال المجهدة أو حمل أوزان تزيد عن 7 كجم لمدة أسبوعين على الأقل.

  • النوم الجيد والالتزام بنظام نوم منتظم.

  • تناول أغذية غنية بالفيتامينات والمعادن، خاصة الحديد وحمض الفوليك.

  • تجنب ممارسة الرياضة العنيفة لمدة أسبوعين.

  • الامتثال للعلاج بالمضادات الحيوية إذا وصفها الطبيب، لتفادي العدوى.

  • الامتناع عن السباحة أو الجلوس في حوض الاستحمام لمدة أسبوعين.

  • تجنب الغسولات المهبلية والسدادات القطنية لمدة تصل إلى 4 أسابيع.

  • عدم ممارسة العلاقة الزوجية حتى الشفاء التام.
     

وفي حال الإجهاض بعد الأسبوع التاسع من الحمل، قد تعاني بعض النساء من تسرب الحليب، ويمكن التغلب على ذلك بارتداء حمالة صدر داعمة وتجنب تحفيز الثدي.

 

الإجهاض المتكرر والحمل المستقبلي

 

إذا حدث الإجهاض لمرة واحدة

تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يحملن مجددًا خلال 6 أشهر من الإجهاض، قد يتعرضن لمضاعفات أقل مقارنة بمن ينتظرن لفترة أطول. لكن القرار النهائي يجب أن يستند إلى الحالة الجسدية والنفسية للمرأة.

إذا تكرر الإجهاض مرتين أو أكثر

هنا يصبح من الضروري التعمق في الأسباب الطبية، وقد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات مثل:

  • تحليل الهرمونات والمناعة.

  • تحليل الكروموسومات للزوجين.

  • تصوير الرحم والمبايض عبر الموجات فوق الصوتية أو التنظير.

  • تصوير الرحم بالصبغة أو التصوير المائي لتقييم شكل الرحم وقنوات فالوب.
     

 

أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض

 

في بعض الحالات، قد يتأخر الحمل بعد الإجهاض لأسباب متعددة، منها:

  • العمر: الخصوبة تبدأ في الانخفاض بعد سن 30 وتقل أكثر بعد 35.

  • مشاكل صحية مزمنة: مثل تكيس المبايض أو التهاب بطانة الرحم.

  • الالتهابات الجنسية المتكررة: والتي قد تؤدي إلى تلف في قنوات فالوب.

  • اضطرابات في الإباضة بسبب الوزن أو عوامل وراثية.

  • انسداد قنوات فالوب أو وجود أورام ليفية في الرحم.
     

 

كيف تزيدين فرص الحمل بعد الإجهاض؟

 

  • تأكدي من أن عملية الإجهاض تمت على يد طبيب مختص وتجنبي "التوسيع والكحت" إن أمكن.

  • استشيري طبيبك حول أفضل توقيت وآلية للحمل التالي.

  • اتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا ومارسي الرياضة المعتدلة بعد التعافي.

  • توقفي عن التدخين والكحول والمنبهات.

  • مارسي العلاقة الزوجية بانتظام بعد انتهاء فترة النقاهة.

  • استخدمي أدوات التبويض لتحديد أنسب وقت للحمل.

  • حاولي تجنب العلاقة الحميمة قبل الإباضة بـ3–6 أيام، مما يساعد على تعزيز قوة الحيوانات المنوية.

  • بعد العلاقة، استلقي على ظهرك مع رفع القدمين قليلاً لمدة 20 دقيقة.
     

 

هل تأخر الحمل بعد الإجهاض أمر طبيعي؟

 

في معظم الحالات، لا يؤدي الإجهاض إلى تأخير الحمل ما لم تحدث مضاعفات تؤثر على الجهاز التناسلي. في الواقع، يمكن أن تعود الخصوبة بسرعة بعد الإجهاض، وقد يحدث التبويض خلال أسبوعين فقط. ومع ذلك، يُنصح بالانتظار مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر قبل محاولة الحمل مرة أخرى، وذلك لضمان تعافي الرحم تمامًا.

الاستثناء الوحيد الذي قد يؤدي إلى تأخر الحمل بسبب الإجهاض هو في حال تعرض الأعضاء التناسلية، مثل المبايض أو قنوات فالوب، لضرر أثناء عملية الإجهاض.

إن الإجهاض ليس حكمًا على مستقبل المرأة الإنجابي، بل هو تجربة تحتاج إلى رعاية صحية ونفسية مناسبة. معظم النساء يمكن أن يحملن بنجاح بعد الإجهاض، شريطة أن يتبعن التعليمات الطبية ويتأكدن من سلامة الجسم. وفي حال وجود أي شكوك أو تأخر في الحمل، يُنصح دائمًا بزيارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة والاطمئنان على الحالة الصحية العامة.

في حال كنتِ قلقة من تأثيرات الإجهاض على خصوبتك أو ترغبين في تقييم دقيق لحالتك الصحية الإنجابية، ننصحك بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يتوفر فريق طبي متخصص من الاستشاريين والخبراء في أمراض النساء والخصوبة، لتقديم الرعاية الشاملة والدعم اللازم لضمان أفضل فرص الحمل مستقبلاً.

 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار