تُعد عملية تثقيب المبايض باستخدام الليزر إحدى الوسائل العلاجية المتطورة التي تهدف إلى معالجة اضطرابات الإباضة الناتجة عن تكيس المبايض، وهي حالة صحية تؤثر على عدد كبير من النساء وتُعد من الأسباب الشائعة للعقم.
من خلال هذا الإجراء، يمكن تحسين فرص الإنجاب وتنظيم الدورة الشهرية، وذلك عن طريق تقليل إنتاج هرمون التستوستيرون، المسؤول عن كثير من الأعراض المزعجة المرتبطة بهذه المتلازمة.
ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي خلل هرموني شائع يصيب النساء في سن الإنجاب، ويؤثر بشكل رئيسي على وظيفة المبيض. تُظهر الإحصائيات أن ما بين 5% إلى 10% من النساء المصابات بالعقم يعانين من هذه الحالة، وتُعتبر السبب الرئيسي وراء 80% من حالات العقم الناتجة عن فشل التبويض.
تؤدي هذه المتلازمة إلى خلل في التوازن الهرموني، مما يسبب ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون الذكوري في جسم المرأة، وهو ما ينتج عنه أعراض مثل:
ما هو تثقيب المبايض بالليزر؟
يُطلق على هذا الإجراء أيضًا اسم تثقيب المبيض أو Ovarian Drilling، وهو أحد الحلول الجراحية المستخدمة في حالات عدم استجابة الجسم للأدوية المحفزة للإباضة مثل "كلوميفين سيترات" أو الغونادوتروبينات.
ويتم إجراء العملية باستخدام الليزر أو تيار كهربائي دقيق عبر منظار جراحي صغير يُدخل في البطن، ويتم من خلاله إنشاء ثقوب صغيرة في سطح المبيض، الأمر الذي يساعد على:
خطوات إجراء عملية تثقيب المبيض بالليزر
تتم العملية تحت تأثير التخدير الكامل، وتتضمن الخطوات التالية:
-
شق جراحي صغير في البطن، غالبًا بالقرب من منطقة السرة.
-
إدخال منظار طبي دقيق مزود بكاميرا وضوء لتوضيح الرؤية داخل التجويف البطني.
-
عبر شقوق صغيرة أخرى، يتم إدخال أدوات دقيقة للوصول إلى المبيض.
-
استخدام الليزر أو تيار كهربائي لإحداث من 4 إلى 10 ثقوب دقيقة في سطح المبيض.
-
يتم إنهاء الإجراء بعد التأكد من عدم وجود نزيف أو ضرر في الأنسجة المجاورة.
متى تُستخدم هذه العملية؟
عادةً ما يُوصى بإجراء عملية تثقيب المبيض بالليزر في الحالات التالية:
-
فشل العلاج الدوائي وحده في تحفيز الإباضة.
-
وجود مقاومة لهرمون الإنسولين مع ارتفاع التستوستيرون.
-
الرغبة في الحمل وعدم الاستجابة للأدوية التقليدية.
فوائد عملية تثقيب المبايض بالليزر
للعملية عدة إيجابيات تجعلها خيارًا علاجيًا فعالًا في حالات متقدمة من تكيس المبايض، ومن أبرز هذه الفوائد:
-
تنظيم الإباضة وتحفيز خروج بويضة ناضجة شهريًا.
-
زيادة فرص الحمل، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من النساء يحملن خلال عام من العملية.
-
انخفاض الاعتماد على الأدوية الهرمونية التي قد تسبب آثارًا جانبية مزعجة.
-
إجراء بسيط وآمن يمكن تنفيذه في العيادات الخارجية دون الحاجة إلى إقامة طويلة في المستشفى.
-
أقل احتمالاً للتسبب في الالتصاقات بالمقارنة مع العمليات الجراحية الكبرى.
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة
على الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن عملية تثقيب المبيض بالليزر مثل أي تدخل جراحي، قد تحمل بعض المخاطر، وتشمل:
-
نقص مخزون البويضات إذا تم إجراء عدد كبير من الثقوب، مما قد يعجل من سن اليأس.
-
ألم في البطن نتيجة للغاز المستخدم أثناء تنظير البطن.
-
التهاب أو نزيف في موضع الجراحة.
-
مشاكل ناتجة عن التخدير مثل الغثيان أو الحساسية.
-
في حالات نادرة، قد يحدث ضرر في الأوعية الدموية أو الأعضاء القريبة.
لذا، من الضروري أن تتم العملية على يد طبيب مختص وذو خبرة عالية في الجراحة التنظيرية النسائية.
الفرق بين تثقيب المبيض والعلاجات الدوائية
بينما تعتمد العلاجات الدوائية مثل "كلوميفين" و"ليتروزول" و"الغونادوتروبينات" على تنشيط المبيض من خلال التأثير الهرموني، فإن تثقيب المبيض بالليزر يعمل بشكل مباشر على تقليل المقاومة الهرمونية الناتجة عن سماكة المبيض وارتفاع التستوستيرون، مما يجعل البيئة الداخلية للمبيض أكثر ملاءمة لحدوث الإباضة الطبيعية.
كما أن بعض الحالات لا تستجيب للعلاج الدوائي، مما يجعل العملية خيارًا مناسبًا لها دون الحاجة إلى جرعات عالية من الأدوية الهرمونية.
هل عملية تكيس المبايض بالليزر مناسبة لجميع النساء؟
ليست كل النساء بحاجة إلى هذه العملية، فغالبًا ما يبدأ العلاج بخطوات أبسط مثل:
-
إنقاص الوزن لتحسين استجابة الجسم لهرمون الإنسولين.
-
اتباع نظام غذائي صحي يقلل من مستويات السكر والدهون.
-
العلاج الدوائي كخيار أول.
لكن في حال عدم حدوث تحسن بعد هذه الخطوات، أو وجود مقاومة شديدة للعلاج، يُنظر في خيار العملية كخطوة علاجية متقدمة.
إذا كنتِ تعانين من متلازمة تكيس المبايض وتبحثين عن حل فعّال وآمن لتعزيز فرص الحمل وتنظيم الهرمونات، فإننا نوصي بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يضم نخبة من الأطباء المتخصصين في علاج العقم واضطرابات الإباضة باستخدام أحدث التقنيات مثل تثقيب المبايض بالليزر، وبأعلى درجات الرعاية والخصوصية.