الولادة القيصرية تُعد من الخيارات الجراحية الضرورية في بعض الحالات التي يصعب فيها اللجوء إلى الولادة الطبيعية، ولكن تبقى الكثير من النساء في حيرة بشأن إمكانية الحمل مرة أخرى بعد إجراء القيصرية، وخاصة ما إذا كان ممكنًا حدوث الحمل مباشرة بعد الولادة. إليك دليلاً مفصلاً يجيب عن هذا السؤال ويكشف عن مخاطر الحمل المبكر وسبل الوقاية.

الحمل بعد الولادة القيصرية: هل هو ممكن؟

نعم، يمكن للمرأة أن تحمل بعد الولادة القيصرية، لكن الأطباء ينصحون بانتظار فترة تتراوح بين 12 إلى 18 شهرًا على الأقل، ويفضل أن تمتد إلى 24 شهرًا لضمان تعافي الرحم بشكل كامل واستعداده للحمل مجددًا. هذا الانتظار ضروري لتقليل خطر تمزق الرحم في الحمل التالي، ولمنح الجسم الفرصة للتعافي من الجراحة السابقة.

ماذا عن النساء فوق سن الثلاثين؟

يُنصح بأن تكون المدة أطول قليلاً لتصل إلى 18 شهرًا أو أكثر، إذ أن القدرة على التعافي تنخفض نسبيًا مع التقدم في العمر، ما يجعل من المهم إعطاء الجسم وقتًا إضافيًا للراحة والتعافي.

متى يمكن أن يحدث الحمل بعد الولادة القيصرية؟

من الناحية الفسيولوجية، يمكن أن يحدث الحمل مباشرة بعد انتهاء فترة النفاس وقبل عودة الدورة الشهرية، إذ يمكن أن يسبق التبويض أول دورة شهرية بعد الولادة. وهذا يعني أن أول بويضة ناضجة قد تؤدي إلى حدوث حمل غير مخطط له في حال عدم استخدام وسائل منع الحمل.

هل الرضاعة الطبيعية وسيلة لمنع الحمل؟

الرضاعة الطبيعية قد تؤخر التبويض، لكنها ليست وسيلة فعالة بنسبة 100%. فقد يحدث الحمل حتى في ظل الرضاعة الطبيعية إذا لم تتبع المرأة وسيلة أخرى أكثر أمانًا.

كيف يمكن منع الحمل بعد الولادة القيصرية؟

لحماية صحة الأم وتجنب الحمل المبكر، ينصح باستخدام وسائل منع الحمل، ومنها:

• التوعية بالخصوبة: مراقبة علامات التبويض لتجنب العلاقة الجنسية خلال الأيام الخصبة.

• الوسائل العازلة: مثل الواقي الذكري أو الأنثوي.

• الوسائل الهرمونية القصيرة الأمد: مثل حبوب منع الحمل، اللصقة الجلدية، أو الحلقة المهبلية.

• الوسائل طويلة الأمد: مثل اللولب النحاسي أو الهرموني، وغرسات منع الحمل.
   

ما هي مخاطر الحمل المباشر بعد الولادة القيصرية؟

الحمل بعد الولادة القيصرية دون فترة راحة كافية يعرض المرأة وجنينها لعدة مخاطر صحية:

• تمزق الرحم: وهو من أخطر المضاعفات، حيث قد يؤدي إلى نزيف داخلي حاد.

• انخفاض المشيمة أو التصاقها بالرحم: مما قد يعيق الولادة أو يسبب نزيفًا حادًا.

• ولادة مبكرة: غالبًا ما يولد الطفل قبل اكتمال نموه الطبيعي.

• وزن منخفض للمولود: نتيجة قلة المواد الغذائية التي تصل للجنين في جسم لم يتعافَ بعد.
   

كم عدد القيصريات المسموح بها؟

عادة ما يُنصح بألا تتجاوز المرأة ثلاث ولادات قيصرية. مع تكرار العملية، تزداد المضاعفات مثل:

• التهابات بطانة الرحم.

• نزيف حاد أثناء أو بعد الولادة.

• مشاكل في المشيمة في الأحمال التالية.

• التصاقات في الأمعاء أو المثانة.

• زيادة مدة الإقامة في المستشفى.
   

هل تؤثر الولادة القيصرية على الخصوبة؟

في بعض الحالات، لا تؤثر الولادة القيصرية على خصوبة المرأة، خاصة إذا تعافت جيدًا ولم تواجه مضاعفات. لكن في حالات أخرى، قد تؤثر على الخصوبة نتيجة:

• التندب الداخلي في الرحم.

• العدوى أو الالتصاقات.

• ضعف بطانة الرحم.

• اضطرابات في التبويض نتيجة الصدمة الجسدية والنفسية للعملية.
   

الوقت المثالي للحمل بعد القيصرية

الوقت الأنسب للحمل بعد القيصرية يتراوح بين 18 إلى 24 شهرًا، لأن هذا يتيح للرحم فرصة للالتئام الكامل وتقليل فرص حدوث مضاعفات في الحمل التالي. الحمل قبل هذه المدة، خاصة خلال 4 إلى 6 أشهر الأولى، يُعد غير آمن.

نسب تمزق الرحم تبعًا للفترة بين الحمل والقيصرية:

• أقل من 18 شهرًا: 5%

• بين 18 و24 شهرًا: 2%

• أكثر من 24 شهرًا: 1%
   

لماذا قد تسعى بعض النساء للحمل سريعًا بعد القيصرية؟

رغم التوصيات الطبية، قد تضطر بعض النساء للحمل المبكر لأسباب شخصية أو اجتماعية مثل:

• التقدم في العمر والخوف من انخفاض الخصوبة.

• سفر الزوج أو ظروف العمل.

• الرغبة في إنجاب أطفال متقاربين في العمر.

لكن حتى في هذه الحالات، من الضروري التشاور مع الطبيب قبل اتخاذ القرار، لتقييم مدى سلامة الحمل التالي وتحديد الخطة المناسبة.

الحمل بعد الولادة القيصرية ممكن، لكنه يتطلب التخطيط السليم والوعي بالمخاطر المحتملة. الانتظار لمدة مناسبة قبل الحمل مجددًا ضروري للحفاظ على صحة الأم والجنين. إذا كنتِ تفكرين في الحمل بعد القيصرية، فلا تترددي في استشارة طبيبك المختص لتحديد ما يناسب حالتك.

وننصحكِ بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يتوفر طاقم طبي متخصص في متابعة حالات الحمل بعد القيصرية وتقديم استشارات الخصوبة بأعلى معايير الرعاية الطبية لضمان حمل صحي وآمن.