الحمل المتعدد : أسبابه وكيفية التعامل معه

الحمل المتعدد : أسبابه وكيفية التعامل معه

يتناول هذا المقال الحمل المتعدد بالتفصيل، ويشرح أسبابه، أنواعه، مخاطره على الأم والجنين، وكيفية التعايش معه بسلامة، مع نصائح طبية مهمة لضمان حمل صحي وآمن.

يُشير مصطلح "الحمل المتعدد" إلى الحالة التي تنمو فيها أكثر من جنين واحد في رحم الأم. يمكن أن يكون الحمل بتوأمين، ثلاثة توائم، أو حتى أكثر. وقد يحدث ذلك نتيجة انقسام بويضة واحدة مخصبة إلى عدة أجنة، مما يؤدي إلى ولادة توائم متطابقة، أو نتيجة تخصيب أكثر من بويضة كل منها بحيوان منوي مختلف، فينتج عنها توائم غير متطابقة.

 

أنواع الحمل المتعدد

الحمل بثلاثة توائم أو أكثر

أصبح الحمل بثلاثة توائم أمرًا أكثر شيوعًا في الوقت الحاضر بفضل تطور تقنيات الإخصاب المساعدة، مثل أطفال الأنابيب والعلاجات الهرمونية. ورغم ذلك، فإن الحمل بثلاثة توائم يُعتبر حالة عالية الخطورة على صحة الأم والأجنة، إذ أن ما يقارب 20% من هذه الحالات قد تُسفر عن ولادة طفل يعاني من إعاقة طويلة الأمد.

الفرق بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة

  • التوائم المتطابقة: ناتجة عن انقسام بويضة واحدة مخصبة، وتكون الأجنة متشابهة تمامًا في المادة الوراثية.

  • التوائم غير المتطابقة: تنشأ من تخصيب بويضتين مختلفتين، وتكون نسبة الشبه بينهم مثل الأشقاء العاديين.
     

 

سحب الأجنة الزائدة: إجراء لتحسين فرص البقاء

في بعض حالات الحمل المتعدد، يُوصى بخفض عدد الأجنة داخل الرحم لتقليل المخاطر الصحية على الأم والأطفال. يُعرف هذا الإجراء بسحب الأجنة الزائدة أو تقليل الأجنة.

كيف يتم سحب الأجنة؟

  • يتم باستخدام إبرة موجهة بالأشعة فوق الصوتية لحقن مادة كلوريد البوتاسيوم في قلب الجنين أو بالقرب منه.

  • يُجرى هذا التدخل عادة بين الأسبوع السادس والتاسع من الحمل.

  • طريقة أخرى تتضمن سحب كيس الحمل عبر السونار باستخدام إبرة.

الهدف من هذا الإجراء هو تقليل فرص الولادة المبكرة، أو ولادة أطفال بوزن منخفض، وهي مضاعفات شائعة في حالات الحمل المتعدد.

 

ما هي أسباب الحمل المتعدد؟

عوامل طبية:

  • أدوية تنشيط التبويض: مثل الكلوميد أو الحقن الهرمونية تزيد من فرص إطلاق أكثر من بويضة.

  • تقنيات المساعدة على الإنجاب: مثل التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب.
     

عوامل طبيعية:

  • النساء فوق سن 35 عامًا أكثر عرضة للحمل بتوائم.

  • وجود تاريخ عائلي للحمل بتوائم، خاصة غير المتطابقة.

  • أصول عرقية معينة مثل النساء من أصل أفريقي.
     

 

أعراض الحمل المتعدد

قد تشعر الحامل في حمل متعدد بعدة أعراض تميز هذه الحالة:

  • زيادة مفرطة في الوزن في الشهور الأولى من الحمل.

  • كبر حجم الرحم بشكل ملحوظ مقارنة بالحمل العادي.

  • مضاعفة شدة أعراض الحمل مثل الغثيان والتقيؤ.

  • ارتفاع ملحوظ في مستوى هرمون الحمل (hCG).
     

 

كيف يُشخّص الحمل المتعدد؟

  • الفحص السريري: قد يكتشف الطبيب أكثر من نبض قلب داخل الرحم.

  • الأشعة فوق الصوتية (السونار): هي الطريقة الأكثر دقة لتحديد عدد الأجنة داخل الرحم.
     

 

كيفية التعامل مع الحمل المتعدد

الراحة والمتابعة الطبية

  • تحتاج الحامل إلى زيارات طبية متكررة أكثر من المعتاد:

    • مرتين في الشهر خلال الثلث الثاني.

    • مرة أسبوعيًا خلال الثلث الأخير.

  • ينصح الأطباء أحيانًا براحة سريرية تامة، خصوصًا مع اقتراب موعد الولادة أو في حال وجود انقباضات رحمية مبكرة.
     

التغذية خلال الحمل المتعدد

  • تحتاج الحامل إلى حوالي 300 سعر حراري إضافي عن الحمل العادي.

  • يجب التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتينات، الحديد، والكالسيوم.

  • غالبًا ما يُوصى بمكملات غذائية تحتوي على حمض الفوليك، الحديد، والكالسيوم.
     

زيادة الوزن

  • الحمل بجنين واحد: الزيادة المثالية من 11 إلى 16 كجم.

  • الحمل بتوأم: من 16 إلى 20 كجم.

  • الحمل بثلاثة توائم: من 23 إلى 27 كجم.
     

 

مضاعفات الحمل المتعدد

  • الولادة المبكرة: تحدث غالبًا قبل الأسبوع الـ 37.

  • ولادة بوزن منخفض: نتيجة عدم اكتمال فترة الحمل.

  • مشاكل في التنفس والهضم عند الأطفال.

  • زيادة احتمالية إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم، سكري الحمل، أو تسمم الحمل.

  • خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
     

 

العلاجات المتاحة ومتى تُستخدم

علاج انقباضات الرحم

قد يلجأ الأطباء إلى استخدام أدوية لإيقاف تقلصات الرحم، ومحاولة تأجيل الولادة قدر المستطاع.

الولادة القيصرية

تُجرى الولادة في حالات الحمل المتعدد غالبًا بعملية قيصرية، لضمان سلامة الأجنة.

العناية بالأطفال الخدج

  • يُمكن أن يحتاج الطفل الخديج إلى جهاز تنفس صناعي.

  • يُراقب الطفل في حضّانة للحفاظ على درجة حرارته.

  • تُتابع حالته عن كثب لرصد أية مضاعفات محتملة.
     

 

العلاجات المساندة بعد الولادة

  • التدليك: يساعد على استرخاء الأم وتحسين الدورة الدموية.

  • العلاج المثلي (البديل): قد يساهم في دعم الحالة النفسية والتعافي.

  • دعم الرضاعة: باستخدام وسائل تحفيز إنتاج الحليب.

  • الدعم النفسي: ضروري جدًا في حالة الحمل المتعدد.
     

 

نصائح مهمة للتعايش مع الحمل المتعدد

  1. تغذية سليمة: احرصي على تناول وجبات متوازنة، واحصلي على ما يكفي من السوائل يوميًا.

  2. زيادة الراحة: خصصي وقتًا للراحة اليومية وتجنبي المجهود الزائد.

  3. الزيارات الطبية المنتظمة: لا تهملي زيارات الطبيب، واتبعي تعليماته بدقة.

  4. المتابعة مع استشاري مختص: من الأفضل متابعة الحمل مع طبيب مختص في حالات الحمل عالية الخطورة.
     

 

ما هو مستقبل الحمل المتعدد؟

يعتمد نجاح الحمل المتعدد على التشخيص المبكر، والمتابعة المستمرة، والالتزام بإرشادات الطبيب. ومن خلال الرعاية الطبية المتقدمة، أصبح بالإمكان الحفاظ على صحة الأم والأجنة بشكل كبير حتى في أصعب الحالات.

 

ختامًا

رغم أن الحمل المتعدد قد يبدو مرهقًا ويأتي بمزيد من المسؤوليات والتحديات، إلا أنه أيضًا تجربة فريدة ومميزة. ومع التقدم الطبي والرعاية المتخصصة، أصبحت فرص نجاح هذه الرحلة أكبر من أي وقت مضى. المفتاح هو الالتزام الكامل بالتغذية، والراحة، والمتابعة الطبية المكثفة.

في حال اكتشاف حمل متعدد، من الضروري المتابعة مع مركز طبي موثوق لضمان أفضل رعاية ممكنة لكِ ولأطفالكِ. ولهذا نوصيكِ بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يضم نخبة من الأطباء والاستشاريين في طب النساء والولادة، ويقدم رعاية متقدمة ومتابعة دقيقة للحمل المتعدد باستخدام أحدث التقنيات، لضمان أفضل النتائج الصحية للأم والجنين.

 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار