ما هي المشيمة ودورها أثناء الحمل؟

المشيمة هي العضو الحيوي الذي يتكون خلال الحمل داخل رحم الأم، وتُعد الجسر الأساسي الذي ينقل الأكسجين والمواد الغذائية من دم الأم إلى الجنين، بالإضافة إلى التخلص من الفضلات. تتصل المشيمة بالجنين عبر الحبل السُري، وتلعب دورًا محوريًا في نمو وتطور الجنين طوال فترة الحمل.

عادةً ما تلتصق المشيمة بأعلى الرحم أو بجانبه، لكن في بعض الحالات قد تلتصق في الجزء السفلي من الرحم، ما يؤدي إلى تغطية عنق الرحم جزئيًا أو كليًا، وهو ما يُعرف طبيًا بحالة "المشيمة المنزاحة" أو "انزياح المشيمة".

كيف تتكون المشيمة وأين تنغرس؟

خلال الأيام الأولى من تكوين الجنين، تبدأ بعض الخلايا بالتحول إلى أنسجة مشيمية. هذه الأنسجة تبحث عن مكان في بطانة الرحم للانغراس، وهذه العملية تُعرف بمرحلة "الانغراس". يحدد المكان الذي يختاره الجنين للانغراس موقع المشيمة، والذي قد يكون له تأثير كبير على سير الحمل ونوع الولادة.

رغم أن اختيار موقع الانغراس يبدو عشوائيًا، إلا أنه يتأثر بعوامل مثل:

• عدد الولادات السابقة.

• شكل الرحم وبنيته الداخلية.

• توزيع تدفق الدم في أجزاء الرحم المختلفة.
   

ما هي المشيمة المنزاحة؟

المشيمة المنزاحة هي حالة تنغرس فيها المشيمة في الجزء السفلي من الرحم، بالقرب من عنق الرحم أو فوقه، ما يؤدي إلى حجب جزئي أو كلي لفتحة عنق الرحم. تحدث هذه الحالة في نحو حالة واحدة من كل 200 حالة حمل، وتُعتبر من الأسباب الشائعة للنزيف المهبلي في الثلث الأخير من الحمل.

أعراض المشيمة المنزاحة

رغم أن بعض النساء لا يشعرن بأي أعراض واضحة، إلا أن أكثر العلامات شيوعًا هي:

• نزيف مهبلي بلون أحمر فاتح دون ألم، وغالبًا ما يظهر بعد الأسبوع العشرين من الحمل.

• في بعض الحالات، قد تعاني الحامل من تقلصات أو انقباضات رحمية خفيفة.

قد يحدث النزيف بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وقد يظهر بعد العلاقة الحميمة أو الفحص الداخلي. وفي بعض الأحيان لا يظهر النزيف إلا في بداية المخاض.

عوامل الخطر المؤدية لانزياح المشيمة

رغم عدم معرفة السبب الدقيق لهذه الحالة، إلا أن هناك عددًا من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة، ومنها:

• الحمل السابق.

• وجود ندبات في الرحم نتيجة عمليات قيصرية أو جراحات سابقة مثل إزالة الأورام الليفية.

• تاريخ إصابة سابق بالمشيمة المنزاحة.

• الحمل بتوأم أو أكثر.

• عمر الأم 35 عامًا أو أكثر.

• التدخين.

• الحمل باستخدام تقنيات التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب.
   

كيف يتم تشخيص المشيمة المنزاحة؟

عادةً ما يتم تشخيص المشيمة المنزاحة من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية، سواء الروتيني أو عند ظهور أعراض مثل النزيف. يعتمد الأطباء في التشخيص على:

• الموجات فوق الصوتية عبر البطن.

• الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، والتي تعطي رؤية أوضح لموقع المشيمة بالنسبة لعنق الرحم.

وفي حال وجود شك بحدوث انزياح، يتجنب الطبيب إجراء الفحوصات المهبلية لتقليل خطر حدوث نزيف حاد، كما يتم إجراء فحوصات متكررة لمتابعة تطور الحالة.

أنواع المشيمة المنزاحة

1. كاملة (Total previa): تغطي المشيمة فتحة عنق الرحم بالكامل.

2. جزئية (Partial previa): تغطي المشيمة جزءًا من فتحة عنق الرحم.

3. هامشية (Marginal previa): تلامس المشيمة حافة فتحة عنق الرحم دون تغطيتها.

4. منخفضة (Low-lying placenta): تنغرس المشيمة في الجزء السفلي من الرحم دون أن تصل إلى فتحة عنق الرحم.
    

ما المضاعفات المحتملة للمشيمة المنزاحة؟

قد تؤدي المشيمة المنزاحة إلى عدة مخاطر تهدد سلامة الأم والجنين، ومنها:

• نزيف حاد: يمكن أن يحدث النزيف من الأم أو الجنين، ما قد يشكل خطرًا كبيرًا في حال لم يتم التحكم به.

• الولادة المبكرة: قد تستدعي الحالة توليد الجنين قبل اكتمال نموه، مما يعرّضه لمضاعفات الخداج.

• تخثر الدم: النزيف الشديد يمكن أن يؤثر على قدرة الدم على التخثر لدى الأم.

• خطر استئصال الرحم: في بعض الحالات، قد تكون السيطرة على النزيف مستحيلة إلا من خلال إزالة الرحم.

• ضائقة جنينية: قد يتأثر الجنين بسبب ضعف التروية الدموية الناتجة عن النزيف.
   

هل يمكن أن تتغير وضعية المشيمة مع تقدم الحمل؟

نعم، في العديد من الحالات، ومع نمو الرحم، قد "ترتفع" المشيمة تدريجيًا بعيدًا عن عنق الرحم. هذا ما يسمى بـ"المشيمة الصاعدة"، ويمكن متابعته بالفحوصات الدورية للتأكد من تحسن الوضع.

كيف يتم التعامل مع المشيمة المنزاحة؟

لا يوجد علاج دوائي للمشيمة المنزاحة، لكن هناك استراتيجيات معينة يتبعها الأطباء بناءً على شدة الحالة، مثل:

إذا لم يكن هناك نزيف:

• الراحة التامة في الفراش.

• تجنب العلاقة الحميمة.

• تجنب ممارسة التمارين أو أي نشاط بدني عنيف.

• مراقبة الحالة دوريًا باستخدام الموجات فوق الصوتية.
   

في حال وجود نزيف خفيف إلى متوسط:

• الراحة في المنزل أو في المستشفى بحسب تقييم الطبيب.

• إعطاء أدوية لتقليل انقباضات الرحم.

• نقل الدم في حال انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء بشكل مقلق.

في حال وجود نزيف شديد أو تدهور صحة الجنين:

• الولادة القيصرية الطارئة، خاصة إذا كانت المشيمة تغطي عنق الرحم بالكامل أو إذا كان النزيف مهددًا للحياة.
   

هل يمكن الولادة طبيعيًا مع المشيمة المنزاحة؟

في حال كانت المشيمة تغطي عنق الرحم كليًا أو جزئيًا، فإن الولادة الطبيعية تُعد خيارًا غير آمن، ويلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى الولادة القيصرية لتجنب النزيف الحاد أو مضاعفات أخرى للأم والجنين.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

ينبغي على المرأة الحامل مراجعة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

• ظهور أي نزيف مهبلي بعد الأسبوع العشرين.

• الشعور بانقباضات غير معتادة أو ألم في البطن.

• إذا سبق وأن تم تشخيصها بحالة مشابهة في حمل سابق.
   

هل المشيمة المنزاحة دائمة؟

في كثير من الحالات، وخاصة في الثلث الثاني من الحمل، تكون المشيمة لا تزال منخفضة لكنها تتحرك تدريجيًا مع تمدد الرحم، وهذا يعني أن الوضع قد يتحسن دون تدخل. لكن في حال استمرارها قرب عنق الرحم، فالحل الوحيد الآمن يكون بالولادة القيصرية.

المشيمة المنزاحة من الحالات التي تتطلب المتابعة الدقيقة والاهتمام الطبي المتواصل، كونها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُدار بشكل سليم. لكن بفضل التقدم الطبي وفحوصات الموجات فوق الصوتية الدقيقة، يمكن تشخيص الحالة مبكرًا والتعامل معها بما يحفظ سلامة الأم والجنين.

إذا كنتِ حاملًا وتعانين من أعراض غير معتادة كالنزيف أو تم تشخيصكِ بالمشيمة المنزاحة، فننصحك بمراجعة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يقدم المجمع رعاية متكاملة بإشراف نخبة من أطباء النساء والتوليد المتخصصين في حالات الحمل عالية الخطورة، باستخدام أحدث أجهزة التشخيص والعلاج، مع متابعة دقيقة لضمان سلامتك وسلامة جنينكِ.