مع بداية مشواركِ في الحمل، يبدأ اهتمامك واهتمام الأطباء بالتركيز بشكل كبير على صحة جنينك وتطوره السليم. ومن بين الفحوصات الهامة التي تُطلب أحيانًا في بعض الحالات الخاصة هو فحص السائل الأمنيوسي، والذي يُعد من الفحوصات الدقيقة للكشف عن وجود اضطرابات وراثية لدى الجنين أو التأكد من نضج الرئتين قبل الولادة المبكرة.
في هذا المقال سنأخذكِ في جولة شاملة حول هذا الفحص، بداية من أهميته، مرورًا بطريقة إجرائه، إلى المضاعفات المحتملة بعده، لتكوني على وعي كامل بكل ما يتعلق به.
ما هو فحص السائل الأمنيوسي؟ ولماذا يُطلب أثناء الحمل؟
يحيط السائل الأمنيوسي بالجنين داخل الرحم ويوفر له الحماية والبيئة المثالية للنمو. يحتوي هذا السائل على خلايا جنينية ومواد كيميائية تحمل معلومات وراثية هامة. ومن خلال تحليل هذا السائل، يمكن الكشف عن بعض الأمراض الوراثية أو تشوهات الكروموسومات التي قد تصيب الجنين.
يتم اللجوء إلى هذا الفحص في حالات معينة، منها:
✅ 1. الاشتباه في وجود عيب خلقي:
إذا أظهرت فحوصات السونار (الأشعة فوق الصوتية) أن الجنين يعاني من تشوهات قد تكون ناتجة عن خلل في الكروموسومات، يمكن أن يُطلب فحص السائل الأمنيوسي لتأكيد أو نفي ذلك.
✅ 2. الحمل بعد سن 35:
ترتفع نسبة الإصابة بمتلازمة داون وبعض الاضطرابات الكروموسومية مع تقدم عمر الأم، ولهذا يُنصح بإجراء هذا الفحص بعد سن الخامسة والثلاثين لتقييم الحالة الوراثية للجنين.
✅ 3. وجود أمراض وراثية في العائلة:
في حال كان أحد الزوجين حاملاً لمرض وراثي مثل فقر الدم المنجلي، يمكن أن يساعد الفحص في تحديد ما إذا كان الجنين مصابًا أو حاملًا للمرض.
✅ 4. الحمل السابق بجنين مصاب:
إذا كان لكِ تجربة سابقة مع جنين مصاب بخلل في الكروموسومات، فإن الفحص في الحمل الحالي يساعد في التأكد من عدم تكرار الحالة.
✅ 5. وجود اضطراب وراثي مرتبط بكروموسوم X:
إذا كنتِ حاملة لمرض وراثي مرتبط بـكروموسوم X، يُستخدم الفحص لتحديد جنس الجنين ومعرفة إذا ما كان قد ورث الاضطراب.
✅ 6. الشك في وجود عدوى داخل الرحم:
في بعض الحالات التي يُشتبه فيها بإصابة الجنين أو الأم بعدوى، يمكن أن يُطلب الفحص للكشف عن نوع الالتهاب والتعامل معه سريعًا.
✅ 7. الحاجة لتقييم نضج الرئة:
في حالات الولادة المبكرة، يمكن أن يُستخدم الفحص لمعرفة مدى تطور رئتي الجنين والتأكد من قدرته على التنفس خارج الرحم.
كيف تُؤخذ عينة من السائل الأمنيوسي؟
يُفضل إجراء فحص السائل الأمنيوسي بين الأسبوع 15 والأسبوع 17 من الحمل، لكن يمكن عمله في أي وقت بعد الأسبوع الخامس عشر.
خطوات أخذ العينة:
-
تحديد موقع الجنين والمشيمة باستخدام السونار بدقة.
-
تعقيم منطقة البطن جيدًا قبل الإجراء.
-
إدخال إبرة رفيعة عبر جدار البطن وسحب كمية صغيرة (حوالي 10 إلى 20 ملم) من السائل الأمنيوسي.
-
يتم فحص هذه العينة في المختبر، وتظهر النتائج عادة في غضون أسبوعين.
لا تقلقي، فالجنين يقوم بتعويض كمية السائل المسحوبة خلال نفس اليوم.
مدة الإجراء والمتابعة بعده
-
المدة: تستغرق العملية بالكامل حوالي 20 دقيقة.
-
المتابعة: يتم مراقبة الأم والجنين أثناء الإجراء وبعده، ويتم فحص نبضات قلب الجنين بشكل مستمر.
-
الراحة: يُنصح بالراحة التامة ليوم واحد بعد الإجراء لتقليل احتمالية حدوث مضاعفات.
ماذا بعد ظهور نتائج الفحص؟
بمجرد صدور النتائج، يقوم الطبيب بشرحها لكِ بالتفصيل. وفي حال وجود مشكلة وراثية لا قدر الله، يتم تحويلك إلى استشاري الأمراض الوراثية.
هذا الاستشاري يوضح لكِ أبعاد النتيجة ويساعدكِ في اتخاذ قرار مدروس بشأن الخطوات التالية، مثل الاستمرار في الحمل، أو اللجوء إلى فحوصات إضافية لتقييم حالة الجنين بشكل أدق.
هل توجد مضاعفات لفحص السائل الأمنيوسي؟
عمومًا، يُعد هذا الفحص آمنًا نسبيًا، والمضاعفات نادرة، ولكن من المحتمل حدوث:
-
شعور بألم خفيف أو تشنجات بعد العملية.
-
تسرب بسيط للدم أو السائل من المهبل.
-
في حالات نادرة جدًا، قد تحدث عدوى داخلية أو إجهاض بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 0.5%.
ولذلك يُنصح بإجراء الفحص فقط عندما تفوق فائدته الطبية نسبة المخاطر.
متى يجب التواصل مع الطبيب فورًا؟
إذا شعرتِ بأي من الأعراض التالية بعد سحب العينة، توجهي للطبيب أو الطوارئ فورًا:
يُعد فحص السائل الأمنيوسي وسيلة فعالة للكشف عن بعض المشكلات الصحية المحتملة لدى الجنين مبكرًا، لكنه ليس فحصًا روتينيًا، ويُجرى فقط في الحالات الخاصة التي يحددها الطبيب. من الضروري أن يتم هذا الإجراء في مركز طبي موثوق وتحت إشراف طاقم متخصص لضمان سلامتك وسلامة الجنين.
وفي هذا السياق، نوصي بإجراء مثل هذه الفحوصات الدقيقة في مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يجمع المركز بين الخبرة الطبية العالية والتقنيات المتقدمة في متابعة الحمل، مع توفير الراحة النفسية والدعم الطبي المتكامل لكل أم حامل تبحث عن الطمأنينة والسلامة لها ولطفلها.