الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية: هل هو ممكن؟

الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية: هل هو ممكن؟

تعرفي على حقيقة الحمل خلال الرضاعة الطبيعية، كيف يمكن حدوثه، ما هي العلامات التي تشير إليه، وكيف تتصرفين بطريقة صحية وآمنة.

يظن كثيرون أن الرضاعة الطبيعية تمثل وسيلة فعالة لمنع الحمل، وأن الأم المرضعة لا يمكنها الإنجاب خلال هذه الفترة. لكن هل هذا الاعتقاد دقيق؟ الإجابة باختصار: لا. فعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تؤثر على خصوبة المرأة وتقلل من احتمالية حدوث الإباضة، إلا أنها لا توفر حماية تامة من الحمل، ويظل حدوث الحمل أثناء الرضاعة أمراً وارداً.

متى يمكن أن تعود الإباضة بعد الولادة؟

غالبًا ما تمر الأسابيع الأولى بعد الولادة دون حدوث إباضة، وقد لا تظهر الدورة الشهرية لعدة أشهر، لكن المفاجأة أن أول بويضة قد تُطلقها المرأة بعد الولادة تحدث قبل أسبوعين تقريبًا من أول دورة شهرية، مما يجعل فرص الحمل قائمة دون علم الأم.

إذا كانت الأم تعتمد كليًا على الرضاعة الطبيعية ليلًا ونهارًا، قد تستمر فترة انقطاع الطمث لفترة قد تمتد حتى عام كامل. ومع ذلك، فإن عودة الدورة الشهرية يمكن أن تحصل في أي وقت، وخصوصًا إذا تم إدخال الحليب الصناعي أو قلّت فترات الرضاعة.

الرضاعة الطبيعية كوسيلة مؤقتة لمنع الحمل

تُعرف هذه الطريقة باسم "وسيلة انقطاع الطمث بسبب الرضاعة الطبيعية"، ويمكن اعتبارها فعالة بنسبة كبيرة إذا توفرت الشروط التالية:

  • أن يعتمد الطفل على الرضاعة الطبيعية فقط دون إدخال الحليب الصناعي أو الأطعمة الصلبة.

  • أن لا يتجاوز عمر الرضيع ستة أشهر.

  • أن ترضع الأم طفلها أكثر من ست مرات في اليوم، وأن تستغرق كل جلسة 15 دقيقة على الأقل.

  • أن تكون الدورة الشهرية ما تزال منقطعة.
     

لكن بمجرد خلل في هذا النظام، كأن يبدأ الرضيع بالنوم لفترات طويلة أو تدخل الرضعات الصناعية، تبدأ احتمالية حدوث الإباضة في الارتفاع، مما يجعل منع الحمل أمراً غير مضمون.

كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على الخصوبة؟

أثناء الرضاعة، يُفرز الجسم هرمون البرولاكتين لتحفيز إنتاج الحليب. هذا الهرمون يثبط إنتاج الهرمونات المسؤولة عن الإباضة. ومع ارتفاع مستوياته، تنخفض فرص الحمل. لكن هذا التثبيط ليس دائمًا، فبمجرد انخفاض مستويات البرولاكتين أو تغير جدول الرضاعة، يمكن أن يعود الجسم إلى خصوبته الطبيعية.

الرضاعة الليلية، على وجه الخصوص، ترفع من نسبة البرولاكتين، وقد تساعد بعض الأمهات في تأخير عودة الخصوبة لمدة تصل إلى 16 شهرًا، بشرط الالتزام التام بالرضاعة الطبيعية.

هل الحمل أثناء الرضاعة صعب أم ممكن؟

من الناحية الطبية، لا يوجد ما يمنع حدوث الحمل أثناء الرضاعة. قد يتأخر قليلًا بسبب الهرمونات، لكن الجسم قد يطلق البويضة الأولى دون أي علامات، ما يجعل الحمل المفاجئ واردًا.

أما الاعتقاد السائد بأن هرمون الأوكسيتوسين الناتج عن الرضاعة يجعل الرحم غير ملائم للحمل، فهو لا يستند إلى أساس علمي قوي.

 

علامات الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية

في حال حدث الحمل، فإن الأعراض لا تختلف كثيرًا عن أعراض الحمل المعتادة، ومن أبرز هذه العلامات:

1. تغيرات في الثدي

  • الشعور بتيبس في الثديين أو ظهور كتل صغيرة بسبب تغير الهرمونات.

  • قد تقل كمية الحليب تدريجياً نتيجة ارتفاع هرمونات الحمل.

  • طعم الحليب يتغير ليصبح أكثر ملوحة أو حموضة، مما قد يزعج الطفل ويدفعه إلى رفض الرضاعة.
     

2. انخفاض في إمدادات الحليب

قد تشعر الأم بتراجع ملحوظ في كمية الحليب المنتجة، وقد يحتاج الطفل إلى تغذية إضافية، خاصة مع تقدم الحمل ودخول الثلث الثاني.

3. الغثيان والقيء

من أكثر الأعراض شهرة في الشهور الأولى من الحمل، وقد تظهر بوضوح أثناء الرضاعة، وتزيد مع الروائح أو الأطعمة النفاذة مثل الأسماك.

4. نزول بقع دم خفيفة

قد تلاحظ الأم بعض التنقيط الدموي نتيجة زرع الجنين في جدار الرحم، ويحدث ذلك عادةً في الفترة ما بين الأسبوع السادس والثاني عشر من الحمل.

5. كثرة التبول

مع نمو الجنين، يبدأ بالضغط على المثانة، مما يجعل الأم تشعر بالحاجة المتكررة للتبول.

6. اتساع الرحم مجددًا

بعد الولادة، يتقلص الرحم تدريجياً، لكن في حال حدوث حمل جديد، يبدأ الرحم في التمدد مرة أخرى، وقد تشعر الأم بتغير في أسفل البطن.

7. الإرهاق والتعب المستمر

الجمع بين الحمل والرضاعة يستهلك طاقة الأم بشكل كبير، وقد تشعر بالحاجة إلى نوم إضافي وقلة في النشاط اليومي.

 

كيف يمكن التأكد من حدوث الحمل أثناء الرضاعة؟

الطريقة الأكثر شيوعًا للتحقق من الحمل هي إجراء اختبار الحمل المنزلي عن طريق البول. وإذا كانت النتيجة غير واضحة أو مشكوك فيها، يُفضل إجراء اختبار الدم في المعمل للحصول على نتائج دقيقة.

ينبغي التنبه إلى أن بعض أدوية منع الحمل قد تعطي نتائج غير دقيقة عند الفحص، لذا من الأفضل التوقف عنها قبل الاختبار بخمسة أيام على الأقل.

 

هل مواصلة الرضاعة أثناء الحمل آمنة ؟

من حيث المبدأ، يمكن للأم مواصلة الرضاعة الطبيعية خلال الحمل، إلا إذا أوصى الطبيب بخلاف ذلك، خصوصًا إذا كانت هناك حالات صحية خاصة مثل خطر الولادة المبكرة أو الحمل عالي الخطورة.

لضمان سلامة الأم والجنين والطفل الرضيع، يجب:

  • الحرص على تغذية متوازنة.

  • تناول سعرات حرارية كافية حسب المرحلة:

    • 650 سعرة حرارية إضافية يوميًا إذا كان الطفل عمره أقل من 6 أشهر.

    • 500 سعرة إذا بدأ يتناول طعامًا صلبًا.

    • 350 سعرة إضافية في الثلث الثاني من الحمل.

    • 450 سعرة في الثلث الأخير.
       

أمور شائعة خلال الحمل والرضاعة ولا تستدعي القلق

  • ألم الحلمات نتيجة الحساسية الزائدة.

  • انكماش طفيف في عضلات الرحم، وهو أمر طبيعي إلا إذا أصبح مؤلمًا أو متكرّرًا بشكل غير طبيعي.

  • انخفاض مؤقت في إنتاج الحليب بسبب تغيّر الهرمونات.
     

 

متى يجب استشارة الطبيب؟

  • في حالة وجود آلام شديدة أو تقلصات متكررة في الرحم.

  • إذا لاحظت الأم فقدانًا سريعًا في الوزن أو تدهورًا في صحتها العامة.

  • عند انخفاض وزن الرضيع أو رفضه التام للرضاعة.

  • عند وجود نزيف مهبلي غير معتاد أو مستمر.
     

 

الرضاعة ليست وسيلة منع حمل مضمونة

الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص الحمل لكنها لا تمنعه تمامًا. وإن كنتِ أمًا مرضعة، وترغبين في تأجيل الحمل، يجب التفكير في وسائل منع حمل إضافية مثل اللولب أو الحبوب المناسبة للرضاعة.

في حال الشك بوجود حمل، لا تترددي في إجراء الفحوصات اللازمة والتواصل مع طبيبك للاطمئنان. الحمل والرضاعة يمكن أن يسيرا معًا بشكل آمن إذا تم التخطيط لهما بشكل سليم، وتحت إشراف طبي متخصص.

إذا كنتِ تخططين للحمل أو تشعرين بأعراض الحمل أثناء فترة الرضاعة، يُنصح بمراجعة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يضم نخبة من أطباء النساء والتوليد وخبراء الخصوبة لمساعدتك في كل مرحلة من مراحل الأمومة، بدءًا من التخطيط للحمل وحتى الرعاية خلاله. المجمع مجهز بأحدث الأجهزة الطبية ويوفر استشارات دقيقة ومتابعة شاملة لضمان صحتك وصحة طفلك.

 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار