الحمل وأمراض القلب: المخاطر المحتملة

الحمل وأمراض القلب: المخاطر المحتملة

الحمل مع وجود أمراض القلب قد يشكل خطورة على الأم والجنين. تعرفي على المخاطر المحتملة، وكيفية التعامل معها، وأفضل التوصيات الطبية لحمل صحي وآمن .

يُمكن للعديد من النساء المصابات بأمراض قلبية – بما في ذلك بعض مشاكل صمامات القلب مثل تدلي الصمام المترالي، أو عيوب خلقية في القلب – أن يخضن تجربة الحمل والولادة بسلام، ويضعن أطفالًا أصحاء دون أن يؤثر ذلك بشكل دائم على وظائف القلب أو متوسط العمر. لكن هذا لا يعني أن الحمل آمن للجميع؛ فهناك حالات معينة تستدعي الحذر الشديد والمتابعة الطبية الدقيقة، خاصة لدى من يعانين من فشل قلبي بدرجات متوسطة أو شديدة قبل الحمل.

الحالات التي تجعل الحمل خطرًا على حياة الأم

في بعض الحالات القلبية، يصبح الحمل خيارًا غير مستحب نهائيًا، بل وقد يُعرض حياة المرأة للخطر. ومن هذه الحالات:

  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي (وهو ارتفاع الضغط في الشرايين المغذية للرئتين)

  • عيوب خلقية قلبية حادة، خاصة تضيق الشريان الأبهر

  • متلازمة مارفان، وهي حالة وراثية تؤثر على الأنسجة الضامة

  • تضيق شديد في الصمام الأبهري أو المترالي

  • وجود صمام أبهري ذو وريقتين فقط بدلاً من ثلاث

  • توسع غير طبيعي في الشريان الأبهر

  • تاريخ من الإصابة باعتلال عضلة القلب خلال الحمل السابق

  • فشل القلب المتوسط إلى الشديد
     

عند حدوث الحمل لدى نساء يعانين من هذه الاضطرابات، يُوصي الأطباء غالبًا بإنهائه في وقت مبكر تفاديًا لتفاقم الحالة وحدوث مضاعفات قد تهدد الحياة.

لماذا يمثل الحمل عبئًا على القلب؟

خلال فترة الحمل، يتطلب الجسم زيادة في عمل القلب لضخ كميات إضافية من الدم لتلبية احتياجات الجنين، مما يزيد من الضغط على عضلة القلب. لدى النساء المصابات بمرض قلبي حاد قبل الحمل، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المرض، أو حتى ظهور أعراض جديدة لأول مرة. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 10% من الحوامل المصابات بأمراض قلبية قد يتعرضن لمضاعفات خطيرة مثل:

  • تجمع السوائل في الرئتين (وذمة رئوية)

  • عدم انتظام ضربات القلب

  • السكتة الدماغية

المخاطر لا تقتصر على فترة الحمل فقط، بل تستمر خلال الولادة وما بعدها، وقد تمتد إلى ستة أشهر بعد الولادة، حسب نوع وشدة المرض القلبي.

كيف تؤثر أمراض القلب لدى الحامل على الجنين؟

الحمل القلبي لا يهدد الأم وحدها، بل قد ينعكس سلبًا على صحة الجنين أيضًا، حيث:

  • يُحتمل أن يولد الجنين مبكرًا.

  • في حال كانت الأم تعاني من عيوب خلقية في القلب، فإن الطفل قد يرث نفس العيوب.

  • قد يُصاب الجنين بتشوهات قلبية تُكتشف قبل الولادة باستخدام تخطيط صدى القلب الجنيني.

  • تفاقم مرض القلب الحاد خلال الحمل يمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين.
     

اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة

يُعد اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة من أبرز المضاعفات القلبية، ويحدث عادة في الشهور الأخيرة من الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة. سبب هذه الحالة لا يزال مجهولًا، لكنها أكثر شيوعًا لدى:

  • النساء فوق سن 30 عامًا

  • من لديهن تاريخ ولادات متكررة

  • الحوامل بتوأم أو أكثر

  • من أصبن بتسمم الحمل أو ما يعرف بـ"مقدمات الارتعاج"

في حال لم تعد وظيفة القلب إلى طبيعتها بعد الولادة، فإن فرص الحمل المستقبلي تُصبح محفوفة بمخاطر شديدة.

كيفية علاج اعتلال عضلة القلب خلال الحمل

يُعالج هذا النوع من فشل القلب باستخدام أدوية معينة، مع تجنب أدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات الألدوستيرون (مثل سبيرونولاكتون وإبليرينون) التي تُعد غير آمنة أثناء الحمل. ويُنصح أيضًا بتقليل المجهود البدني بشكل كبير بدءًا من الأسبوع العشرين.

اضطرابات صمامات القلب وتأثيرها على الحمل

تُعد صمامات القلب المترالية والأبهريّة الأكثر تأثرًا خلال الحمل. في بعض الحالات مثل تضيق الصمام المترالي، قد يؤدي ذلك إلى تجمع السوائل في الرئتين وحدوث الرجفان الأذيني، وهو نوع من اضطراب نظم القلب. يتم علاج هذه الحالات بحذر شديد، مع تجنب أدوية مثل أميودارون التي قد تضر الجنين.

في حال كان التضيق شديدًا، يُمكن إجراء بضع للصمام خلال الحمل، وهو إجراء يُعد آمنًا نسبيًا. أما تدلي الصمام المترالي فيُعتبر أقل خطورة، وتستطيع معظم النساء المصابات به إكمال الحمل والولادة بشكل طبيعي.

التوصيات الطبية لعلاج أمراض القلب أثناء الحمل

للحد من مضاعفات أمراض القلب خلال الحمل، يوصي الأطباء بما يلي:

  • المراقبة الدقيقة والمتابعة الدورية عند أطباء القلب والنساء والتوليد

  • الالتزام بنظام غذائي صحي لتفادي زيادة الوزن المفرطة

  • الراحة التامة وتجنب المجهود الزائد

  • معالجة فقر الدم بسرعة في حال حدوثه

  • تجنب الأدوية الضارة للحمل مثل:

    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)

    • مضادات الألدوستيرون مثل سبيرونولاكتون

    • بعض أدوية اضطراب نظم القلب (مثل أميودارون)

    • مضادات التخثر مثل الوارفارين (إلا في حالات وجود صمامات قلب صناعية)
       

في بعض الحالات، يمكن استخدام دواء الديجوكسين لتحسين وظائف القلب، مع ضرورة الحد من الأنشطة البدنية قدر المستطاع.

كيف تتم الولادة عند النساء المصابات بأمراض القلب؟

الولادة تمثل تحديًا كبيرًا للنساء المصابات بمرض قلبي، إذ أن الدفع أثناء المخاض يزيد العبء على القلب. لذلك، قد يلجأ الأطباء إلى:

  • الحقن فوق الجافية لتخفيف الألم والضغط على القلب

  • استخدام الملقط أو الشفط لتقليل الحاجة للدفع أثناء الولادة

  • الولادة القيصرية في بعض الحالات الشديدة للحفاظ على استقرار حالة الأم
     

ماذا بعد الولادة؟

فترة ما بعد الولادة تُعد من أخطر الفترات على المرأة المصابة بمرض في القلب. يجب أن تستمر المتابعة الطبية الدقيقة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وتُراقب خلالها وظيفة القلب باستمرار لتجنب أي مضاعفات مفاجئة.

توصيات نهائية للنساء المصابات بأمراض القلب

  • استشارة طبيب القلب قبل التخطيط للحمل أمر بالغ الأهمية

  • بعض الحالات تستدعي تأجيل أو حتى تجنب الحمل بالكامل حفاظًا على الحياة

  • المتابعة مع فريق طبي متعدد التخصصات (قلب، نساء وتوليد، أطفال) هو الأساس لحمل آمن

  • الفحص الدوري للجنين عبر الأشعة الصوتية للكشف عن أي عيوب محتملة
     

 

رغم أن بعض النساء المصابات بأمراض قلبية يمكنهن الحمل والولادة بأمان، إلا أن الأمر يتطلب تقييمًا دقيقًا وتخطيطًا طبّيًا دقيقًا منذ البداية. ينبغي التعامل مع الحمل في هذه الحالات على أنه "حالة طبية خاصة" تتطلب الرعاية الفائقة على مدار الساعة. فإذا كنتِ تفكرين بالحمل وتعانين من أي مشكلة قلبية، فلا تؤجلي زيارة طبيب القلب وناقشي معه كل التفاصيل لضمان صحتك وسلامة مولودك القادم.

لضمان حمل آمن تحت إشراف طبي متكامل، ننصحكِ بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يتوفر فريق طبي متخصص في متابعة حالات الحمل عالية الخطورة، بما في ذلك أمراض القلب، لضمان أفضل رعاية ممكنة للأم والجنين.

 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار