ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل: الأسباب والمخاطر والعلاج

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل: الأسباب والمخاطر والعلاج

ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل من الحالات الصحية التي قد تُعرّض الأم والجنين لمضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم. تعرفي على أنواعه، مخاطره، وأفضل طرق العلاج والمتابعة الطبية لضمان حمل آمن وصحي.

يُعتبر ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل حالة طبية تحتاج إلى مراقبة دقيقة، نظرًا للمضاعفات التي قد تُصيب الأم أو الجنين في حال عدم التحكم بها. وتُصنَّف هذه الحالة إلى عدّة أنواع بناءً على وقت ظهورها وخصائصها السريرية، مما يساعد الأطباء على اتخاذ القرار العلاجي المناسب لكل حالة. دعونا نتعرف في هذا المقال على الأنواع المختلفة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، المخاطر المحتملة، وأساليب التشخيص والعلاج المتاحة.

 

أولًا: أنواع ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل

1. ارتفاع ضغط الدم المزمن

وهو نوع من الضغط المرتفع الذي يكون موجودًا قبل بداية الحمل أو يتم اكتشافه خلال العشرين أسبوعًا الأولى من الحمل. وقد لا تظهر عليه أعراض واضحة، لكن استمراره دون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، سواء على الأم أو الجنين.

2. ارتفاع ضغط الدم الحملي

يظهر هذا النوع بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وغالبًا ما يُرصد بعد الأسبوع السابع والثلاثين. لا يكون مصحوبًا بوجود بروتين في البول، وغالبًا ما يزول من تلقاء نفسه خلال ستة أسابيع بعد الولادة، ولكن لا ينبغي التقليل من شأنه، لأنه قد يتطور في بعض الحالات إلى تسمم حمل.

3. مقدمات الارتعاج (Preeclampsia)

تُعد من أخطر صور ارتفاع ضغط الدم في الحمل، وتتميز بوجود بروتين في البول بجانب ارتفاع الضغط. تستدعي هذه الحالة رعاية طبية دقيقة، لأنها قد تؤدي إلى تطورات مهددة للحياة، مثل التشنجات أو فشل الأعضاء.

 

ثانياً: مضاعفات محتملة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن أو الحملي معرضات لخطر الإصابة بمضاعفات، ومنها:

  • مقدمات الارتعاج والارتعاج الكامل (تشنجات الحمل)

  • متلازمة HELLP

  • تفاقم ارتفاع الضغط

  • سكتة دماغية

  • قصور كلوي

  • فشل القلب

  • تأخر نمو الجنين داخل الرحم

  • انفصال المشيمة المبكر

  • ولادة جنين ميت (الإملاص)
     

ما هي متلازمة HELLP؟

هي متلازمة نادرة وخطيرة مرتبطة بمقدمات الارتعاج، تتكون من:

  • انحلال الدم (تحلل خلايا الدم الحمراء)

  • ارتفاع إنزيمات الكبد (دلالة على تلف كبدي)

  • انخفاض عدد الصفائح الدموية (مما يزيد من خطر النزيف)
     

 

ثالثاً: مراقبة ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل

يخضع الحمل المصحوب بارتفاع الضغط لمراقبة شديدة تشمل:

  • قياسات منتظمة للضغط في العيادة والمنزل

  • تحاليل للكلى والكبد ووظائفهما

  • متابعة تطور الجنين بالموجات فوق الصوتية

  • التأكد من عدم وجود علامات تسمم الحمل أو انفصال المشيمة

غالبًا ما يتطلب الأمر ولادة الطفل مبكرًا، خاصة إذا كان هناك خطر على حياة الأم أو الجنين.

 

رابعًا: تشخيص ارتفاع ضغط الدم عند الحوامل

كيف يتم التشخيص؟

  • من خلال الفحص الدوري لضغط الدم في زيارات الحمل.

  • إذا رُصد ارتفاع في الضغط لأول مرة، يتم إجراء تحاليل للكشف عن مشاكل الكلى، الكبد، أو البروتين في البول.

  • تحديد نوع ارتفاع الضغط ضروري لاختيار العلاج المناسب.
     

 

خامساً: خيارات العلاج لارتفاع الضغط أثناء الحمل

1. التحكم في الضغط الخفيف إلى المتوسط

  • يُنصح بتقليل المجهود البدني والراحة.

  • قد يصف الطبيب دواءً خافضًا للضغط إذا لم تنجح التوصيات غير الدوائية.

  • لا يتم اللجوء إلى الأدوية مباشرةً، إلا إذا ظهرت مشاكل في الكلى أو لم تتم السيطرة على الضغط.
     

2. علاج الضغط المرتفع الشديد (160/110 ملم زئبقي أو أعلى)

  • يجب استخدام الأدوية بشكل فوري لتفادي السكتات أو تلف الأعضاء.

  • في بعض الحالات، يتم التوصية بولادة مبكرة للحفاظ على حياة الأم والجنين.
     

3. عند تجاوز الضغط حاجز 180/110 ملم زئبقي

  • يتم إدخال المرأة إلى المستشفى فورًا.

  • المتابعة الدقيقة تشمل مراقبة يومية للضغط، وظائف الأعضاء، ونمو الجنين.

  • إذا زادت المضاعفات، قد يُنصح بإنهاء الحمل.
     

 

سادسًا: الولادة في حال وجود ارتفاع ضغط

إذا كانت الحامل مصابة بارتفاع ضغط الدم المتوسط أو الشديد، فعادةً ما تتم الولادة بين الأسبوع 37 و39.
ويتم تسريع الولادة في حال وجود علامات خطر على الجنين أو الأم، مثل تأخر النمو أو مقدمات الارتعاج الحادة.

 

سابعًا: الأدوية الآمنة لخفض الضغط خلال الحمل

هناك عدة أدوية يمكن استخدامها بأمان أثناء الحمل، مثل:

  • ميثيل دوبا (Methyldopa)

  • لابيتالول (Labetalol) – من حاصرات بيتا

  • نيفيديبين (Nifedipine) – من حاصرات قنوات الكالسيوم
     

أدوية يجب تجنبها خلال الحمل:

  • مثبطات ACE: تسبب تشوهات في الجهاز البولي للجنين.

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II: تؤدي إلى مشاكل في الكلى والرئة عند الجنين.

  • مضادات الألدوستيرون (سبيرونولاكتون): تؤدي إلى صفات أنثوية لدى الأجنة الذكور.

  • مدرات البول الثيازيدية: قد تُستخدم فقط إذا لم تنجح الأدوية الأخرى وكانت الفوائد أكبر من المخاطر.
     

 

ثامنًا: الرعاية المنزلية والمتابعة

  • يتم تدريب الحوامل على قياس الضغط في المنزل بانتظام.

  • المتابعة تشمل اختبارات دورية لوظائف الكلى والكبد.

  • الموجات فوق الصوتية تُستخدم لتتبع نمو الجنين.
     

 

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ليس حالة بسيطة، لكنه يمكن السيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكرًا وتلقي الرعاية المناسبة. ينبغي على كل امرأة حامل مراقبة ضغطها باستمرار، والالتزام بمواعيد المتابعة مع الطبيب. وفي حال ظهور أي أعراض غير معتادة مثل الصداع الشديد، تورم الأطراف أو تغيرات في النظر، يجب التوجه إلى المستشفى فورًا.

 

إذا كنتِ تعانين من ارتفاع ضغط الدم أو ترغبين في متابعة دقيقة لحملك لتجنب أي مضاعفات، فنحن نوصيكِ بالتوجه إلى مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة. حيث يوفر المجمع رعاية طبية شاملة للحوامل تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين في طب النساء والتوليد، مع أحدث وسائل التشخيص والعلاج لضمان سلامتك وسلامة جنينك طوال فترة الحمل.

 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار