في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع الذي يشهده الطب الحديث، ظهرت تقنيات حديثة غيّرت مفهومنا حول علاج العقم، فلم تعد العلاجات التقليدية مثل الأدوية أو عمليات التلقيح الصناعي (IUI، IVF، ICSI) هي الخيار الوحيد. بل إن الأبحاث الحديثة في مجال الخلايا الجذعية فتحت آفاقًا واعدة للأزواج الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب.

وتُعد الولايات المتحدة والهند وإيران من الدول الرائدة في تطبيق هذه التقنية، خصوصًا عبر استخدام الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الدورة الشهرية لدى النساء، بهدف تحسين جودة البويضات وزيادة فرص الحمل الطبيعي.

ما هي الخلايا الجذعية؟ ولماذا هي مختلفة؟

الخلايا الجذعية هي خلايا فريدة من نوعها داخل الجسم، تمتلك قدرة مذهلة على الانقسام والتحول إلى أنواع متعددة من الخلايا المختلفة. بمعنى آخر، يمكنها أن تتطور إلى أي نوع من أنسجة الجسم تقريبًا، سواء كانت عضلات، أعصاب، أو خلايا دموية.

يتم الحصول على هذه الخلايا من عدة مصادر، مثل:

• دم الحبل السري بعد الولادة.

• النخاع العظمي.

• الأنسجة الدهنية.

• وفي الآونة الأخيرة: دم الدورة الشهرية.
   

العلاج بالخلايا الجذعية: ما هو؟ وكيف يعمل؟

العلاج الخلوي، أو ما يُعرف بـ "العلاج بالخلايا الجذعية"، هو طريقة متقدمة يتم من خلالها حقن هذه الخلايا في جسم المريض بهدف تجديد الخلايا التالفة أو استبدالها. تم استخدام هذه التقنية سابقًا في علاج أمراض الدم، السرطان، وأمراض الكبد، لكن الاستخدام المذهل لها اليوم هو في مجال العقم.

كيف تساعد الخلايا الجذعية في علاج العقم؟

لعدة سنوات، كان الاعتقاد السائد أن المرأة تولد بعدد محدود من البويضات لا يمكن زيادته. لكن الدراسات الجديدة أثبتت أن المبيضين يحتفظان بخلايا يمكن تحفيزها لإنتاج بويضات جديدة بمساعدة الخلايا الجذعية.

وتحديدًا، الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الدورة الشهرية تحتوي على عناصر نشطة بيولوجيًا تساهم في ترميم الأنسجة وتنشيط المبايض. وعند حقن هذه الخلايا في المبايض، تعمل على:

• تحفيز المبيض لإنتاج بويضات جديدة.

• تحسين نضج وجودة البويضات.

• تقوية بطانة الرحم وزيادة فرص ثبات الجنين.
   

خطوات علاج العقم بالخلايا الجذعية

1. جمع الخلايا الجذعية:
   يتم جمعها من دم الدورة الشهرية بطريقة غير مؤلمة، دون أي تدخل جراحي.
    

2. معالجة الخلايا في المختبر:
   توضع الخلايا تحت ظروف دقيقة داخل مختبرات متخصصة لتكاثرها وتنقيتها.
    

3. الحقن في المبايض:
   بعد المعالجة، تُحقن الخلايا الجذعية في المبيض مباشرة لبدء عملية التجديد.
    

نسب نجاح مرتفعة

وفقًا لأبحاث أجريت في عدة دول منها إيران والهند، لوحظ تحسن في فرص الحمل الطبيعي بنسبة تصل إلى 26% خلال ثلاثة أشهر من الحقن. كما أن هذه التقنية رفعت من معدل نجاح عمليات أطفال الأنابيب بنسبة 46%.

هل يمكن تخزين الخلايا الجذعية؟ ولماذا؟

نعم، يمكن تخزينها لمدة تصل إلى 10 سنوات. ويُوصى أن تقوم النساء بتجميد خلاياهن في عمر مبكر للاستفادة منها مستقبلًا، خاصة لمن لديهن تاريخ عائلي لانقطاع الطمث المبكر أو مشاكل في الخصوبة.

من المؤهل للعلاج بالخلايا الجذعية؟

الفئة الأنسب لهذا العلاج تشمل النساء:

• من عمر 20 إلى 45 عامًا.

• في مرحلة ما قبل سن اليأس.

• ممن لا يعانين من مشاكل في الرحم أو المبايض مثل تكيس المبايض أو الانتباذ البطاني الرحمي.

• اللواتي لم يتعرضن لأمراض مناعية أو سرطانية.
   

شروط أساسية قبل بدء العلاج

• أن تكون نتائج تحاليل الأمراض المعدية (HIV، HCV، HBS AG، VDRL) سلبية.

• تصوير سونار طبيعي للمبايض والرحم.

• عدم وجود التهابات نسائية.

• الامتناع عن التدخين والكحول.

• عدم وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية.
   

الحالات غير المؤهلة للعلاج بالخلايا الجذعية

للأسف، لا يمكن استخدام هذا العلاج في الحالات التالية:

• المدخنات.

• المصابات بتكيس المبايض أو التهابات مهبلية مزمنة.

• من لديهن تاريخ مرضي للسرطان أو الأورام.

• المصابات بأمراض مزمنة في الجهاز العصبي أو المناعة.

• من تجاوزن سن اليأس.
   

هل الخلايا الجذعية هي المستقبل في علاج العقم؟

الجواب ببساطة: نعم.
العلاج بالخلايا الجذعية يقدم فرصة جديدة وفريدة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل في الخصوبة أو انقطاع الطمث المبكر. ومع أن هذا النوع من العلاج لا يناسب الجميع، إلا أنه يُعد ثورة حقيقية في عالم الطب الإنجابي، وقد أعاد الأمل في الإنجاب الطبيعي لآلاف النساء حول العالم.

إذا كنتِ تفكرين في تجربة علاج متقدم وآمن لعلاج العقم باستخدام الخلايا الجذعية، فنحن نوصيكِ بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، حيث يتوفر فريق طبي متخصص وتقنيات حديثة وخبرة طويلة في هذا المجال، لضمان تقديم أفضل فرصة ممكنة للإنجاب وتحقيق حلم الأمومة.