يُعدّ الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من أبرز تقنيات الإخصاب المساعد في الطب الحديث، حيث يمثلان الأمل الأكبر للأزواج الذين يواجهون صعوبة في تحقيق الحمل الطبيعي. ومع ذلك، قد تتكرر حالات الفشل رغم جودة الأجنة وتوافر الظروف المثالية، مما يسبب إحباطًا وتساؤلات عديدة:
لماذا فشلت المحاولة رغم نجاح الخطوات؟ وهل يمكن تحقيق الحمل في المرات القادمة؟

في هذا المقال الشامل نستعرض أسباب فشل محاولات الحقن المجهري المتكررة، وأحدث طرق التشخيص والعلاج الحديثة التي تزيد فرص النجاح بإذن الله، استنادًا إلى أحدث المراجع والتوصيات الطبية المعتمدة في كبرى مراكز الخصوبة فى العالم.

أولًا: العامل النفسي وتأثيره على نتائج محاولات الحقن المجهري

تشير الدراسات إلى أن الحالة النفسية للزوجين تؤثر بشكل مباشر على نجاح عملية الإخصاب المساعد. فالتوتر والقلق بعد فشل محاولة أو أكثر يؤديان إلى اختلال التوازن الهرموني عند المرأة ويقللان من فرص انغراس الأجنة.

من المهم أن يدرك الزوجان أن الفشل لا يعني نهاية الطريق، بل هو مرحلة ضمن خطة العلاج. فكثير من الحالات نجحت بعد محاولات متعددة بفضل المثابرة والتقييم الدقيق.

ثانيًا: الأسباب الطبية لفشل محاولات الحقن المجهري المتكررة

1. ضعف جودة البويضات أو الأجنة

تمثل جودة البويضات العامل الأهم في نجاح العملية، إذ تُسهم بما يزيد على 70% من فرص الحمل. تتأثر الجودة بـ:

• تقدم عمر المرأة خاصة بعد سن 38 عامًا.

• ضعف استجابة المبايض للمنشطات.

• اضطرابات هرمونية أو أمراض مزمنة.
   

النهج العلاجي المعتمد:
يعمل الأطباء على تحسين جودة البويضات عبر تعديل بروتوكولات التنشيط، وتوصية المرأة بالمكملات المحفزة للخصوبة، مثل مضادات الأكسدة، وفيتامين D، وحمض الفوليك قبل بدء الدورة الجديدة.

2. ضعف التصاق الأجنة بجدار الرحم

قد تكون الأجنة سليمة تمامًا، ولكنها لا تنغرس في الرحم بسبب:

• ضعف تدفق الدم إلى بطانة الرحم.

• وجود أجسام مضادة أو اضطرابات مناعية.

• مشاكل في الغشاء المبطن للرحم.
   

النهج العلاجي المعتمد:

• تحسين التروية الدموية للرحم.

• العلاج المناعي في حال وجود أجسام مضادة.

• إجراء فحص بصمة بطانة الرحم (ERA) لتحديد أفضل توقيت لزرع الأجنة.
   

3. ضعف بطانة الرحم

تُعدّ بطانة الرحم السميكة والمرنة أساس نجاح الحمل. ضعفها يؤدي إلى فشل الالتصاق.

الإجراء الطبي المناسب:

• تحفيز النمو عبر هرمونات الإستروجين والبروجستيرون.

• تحسين تدفق الدم للرحم.

• تأجيل الإرجاع حتى تصل السماكة إلى المستوى المثالي (أكثر من 8 مم غالبًا).
   

4. العيوب التشريحية في الرحم

مثل وجود أورام ليفية، حاجز رحمي، أو التصاقات داخلية.

الإجراء الطبي المناسب:
المنظار الرحمي التشخيصي والعلاجي يُستخدم لاكتشاف هذه العيوب وإصلاحها قبل بدء دورة جديدة.

5. انسداد أو تمدد قناتي فالوب

وجود انسداد أو تجمع سوائل داخل الأنابيب قد يؤدي إلى تسرب السوائل إلى الرحم وإعاقة انغراس الجنين.

الإجراء الطبي المناسب:
إزالة الأنبوبة المصابة أو ربطها قبل بدء دورة الحقن المجهري التالية.

6. الخلل الكروموسومي

قد يحدث بسبب تقدم العمر أو وجود طفرات في أحد الزوجين.
الإجراء الطبي المناسب:
إجراء الفحص الوراثي للأجنة (PGT-A) لاختيار الأجنة السليمة وراثيًا قبل إرجاعها، مما يقلل نسبة الإجهاض ويزيد من فرص الحمل السليم.

7. سمك الغلاف الخارجي للجنين

في بعض الحالات يكون الغلاف الخارجي سميكًا مما يمنع انغراس الجنين.

الإجراء الطبي المناسب:
استخدام الليزر المساعد للانغراس (Laser Assisted Hatching) لعمل فتحات دقيقة تساعد الجنين على الخروج من قشرته والانغراس في بطانة الرحم.

ثالثًا: الفحوصات التشخيصية بعد تكرار الفشل

عند تكرار الفشل، يجب تقييم الحالة بدقة من خلال:

• فحوص الهرمونات (FSH، AMH، LH).

• تحليل تجلطات الدم (Thrombophilia).

• فحوص المناعة الذاتية.

• تصوير الرحم بالسونار ثلاثي الأبعاد.

• تحليل الكروموسومات للزوجين.

• اختبار ERA لتحديد نافذة الانغراس المثالية.

هذه التحاليل تساعد في تحديد السبب الحقيقي للفشل ووضع خطة علاجية مخصصة لكل حالة.

رابعًا: أحدث طرق علاج فشل الحقن المجهري المتكرر

1. تحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية قبل المحاولة التالية.

2. تجميد الأجنة وإرجاعها في دورة لاحقة عند تهيئة بطانة الرحم المثالية.

3. العلاج المناعي في حال وجود اضطرابات مناعية.

4. استخدام ERA لتحديد توقيت الانغراس بدقة.

5. الليزر المساعد للانغراس عند وجود غلاف سميك للأجنة.

6. العلاج الهرموني المكثف لتحسين بطانة الرحم وتدفق الدم إليها.

7. المتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص في كل مرحلة من مراحل الإخصاب.
    

خامسًا: نصائح هامة لرفع نسب النجاح في المحاولات القادمة

• اختيار مركز متخصص بخبرة طويلة في الإخصاب المساعد.

• الحفاظ على وزن صحي والابتعاد عن التدخين والكافيين المفرط.

• الالتزام بمكملات الفيتامينات ومضادات الأكسدة.

• إدارة التوتر والابتعاد عن الضغط النفسي.

• الاستمرار في المحاولة دون فقدان الأمل، فكل تجربة تقرّبك من النجاح.
   

إذا كنتِ قد مررتِ بتجارب متعددة من فشل محاولات أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري، فلا تفقدي الأمل، فالعلم الحديث قدّم حلولًا دقيقة وفعالة تساعد على تحقيق الحمل بعد فشل المحاولات السابقة.

ونوصيكِ بزيارة مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة، أحد أبرز المراكز المتخصصة في علاج حالات فشل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في المملكة، والذي يتمتع بخبرة طبية تمتد لأكثر من 25 عامًا في علاج العقم والإخصاب المساعد.

يضم المجمع فريقًا طبيًا متميزًا من استشاريي علاج العقم والخصوبة وأطفال الأنابيب الذين يستخدمون أحدث التقنيات مثل الفحص الوراثي للأجنة (PGT)، وتحليل جودة البويضات والحيوانات المنوية، وتحسين بطانة الرحم لضمان نجاح أعلى في المحاولة القادمة.

بفضل ما يمتلكه مجمع صحة المرأة للخصوبة من خبرة علمية ومهنية تمتد لأكثر من 25 عامًا ونسب نجاح متقدمة، أصبح من أفضل المراكز في جدة التي تقدم رعاية شاملة للنساء الباحثات عن فرصة حقيقية لتحقيق حلم الأمومة بأمان وثقة.

🟣 الأسئلة الشائعة

1. ما هي نسبة نجاح عملية الحقن المجهري بعد فشل المحاولة الأولى؟

تختلف النسبة حسب عمر الزوجة وحالة المبايض وجودة الأجنة، لكنها غالباً تتراوح بين 45% إلى 65% في المحاولات التالية عند معالجة الأسباب بشكل دقيق.

2. متى يُنصح بإعادة محاولة أطفال الأنابيب بعد الفشل؟

عادةً يُنصح بالانتظار من 6 إلى 8 أسابيع بعد فشل الدورة السابقة لإعطاء الجسم فرصة للتعافي وإعادة تقييم الأسباب.

3. هل يمكن أن يكون فشل الأجنة بسبب مشكلة في بطانة الرحم؟

نعم، ضعف أو اضطراب بطانة الرحم من أهم أسباب فشل الانغراس، ويمكن علاجها بطرق مثل تنشيط البطانة بالأدوية أو البلازما الغنية بالصفائح (PRP).

4. هل التقدم في العمر يؤثر على نجاح الحقن المجهري؟

بالتأكيد، حيث تقل جودة البويضات بعد سن 37 عامًا، ما ينعكس على معدلات الانغراس ونجاح الحمل.

5. ما الفرق بين فشل الإخصاب وفشل الانغراس؟

فشل الإخصاب يعني عدم حدوث اندماج بين البويضة والحيوان المنوي، بينما فشل الانغراس يعني أن الجنين لم يتمكن من الالتصاق بجدار الرحم رغم حدوث الإخصاب.

6. ما أحدث طرق علاج تكرار فشل أطفال الأنابيب؟

تشمل أحدث التقنيات تحليل الجنين وراثيًا قبل النقل (PGT-A)، وعلاج بطانة الرحم بالبلازما، وتحسين جودة البويضات والمبايض عبر المكملات الدقيقة والعلاجات المناعية المخصصة.

🟣المصادر

1. Mayo Clinic – In vitro fertilization (IVF): Risks and results overview.
   https://www.mayoclinic.org
    

2. Cleveland Clinic – IVF Failure: Causes and Next Steps.
   https://my.clevelandclinic.org
    

3. WebMD – Reasons for IVF Failure and What to Do Next.
   https://www.webmd.com
    

4. Altibbi موقع الطبي – فشل الحقن المجهري: الأسباب وطرق التشخيص والعلاج.
   https://www.altibbi.com
    

5. UpToDate – Evaluation and management of recurrent implantation failure.