يحلم الكثير من الأزواج بإنجاب طفل يملأ حياتهم سعادة، لكن بعضهم يواجه صعوبات تحول دون تحقيق هذا الحلم، وغالبًا ما يكون العقم أو ضعف الخصوبة هو السبب الرئيس وراء هذه المعاناة. ومع التطور الكبير في الطب الحديث، أصبحت هناك حلول فعالة تساعد على زيادة فرص الحمل وتحقيق الأمومة، ومن أبرزها الإبرة التفجيرية، وهي من الوسائل الشائعة في علاج مشاكل الإباضة لدى النساء.
في هذا المقال سنشرح بالتفصيل ما هي الإبرة التفجيرية، وكيف تعمل، وما الوقت الأنسب للجماع بعدها، إلى جانب نسبة نجاح الحمل ومخاطرها المحتملة، لتكوني على دراية كاملة قبل اتخاذ القرار باستخدامها.
ما هي الإبرة التفجيرية؟ وما أهميتها في علاج ضعف الإباضة؟
الإبرة التفجيرية هي حقنة هرمونية تحتوي على هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG)، وهو الهرمون الذي يفرزه الجسم طبيعيًا خلال الحمل.
تعمل هذه الإبرة على تحفيز المبايض لإطلاق البويضات الناضجة وتحسين عملية الإباضة، وبالتالي زيادة فرص حدوث الإخصاب والحمل الطبيعي أو المساعد.
تُستخدم الإبرة التفجيرية في حالات متعددة مثل:
-
ضعف التبويض أو تأخر الحمل الناتج عن اضطرابات هرمونية.
-
أثناء التلقيح داخل الرحم (IUI) لتحفيز الإباضة في الوقت المناسب.
-
قبل سحب البويضات في عمليات أطفال الأنابيب (IVF).
-
في علاج بعض حالات العقم عند الرجال لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية.
آلية عمل الابرة التفجيرية داخل الجسم
خلال الدورة الشهرية، يقوم الجسم بإفراز هرموني FSH وLH، وهما المسؤولان عن نمو الجريبات ونضوج البويضات.
عندما يرتفع هرمون LH في منتصف الدورة، تنفجر الجريبات وتتحرر البويضة خلال 24 إلى 36 ساعة.
تقوم الإبرة التفجيرية بمحاكاة هذا الارتفاع الهرموني صناعيًا بفضل احتوائها على هرمون HCG، ما يؤدي إلى:
كيف تساعد الإبرة التفجيرية على الحمل؟
تُعتبر الإبرة التفجيرية من أنجح الوسائل الطبية لزيادة فرص الحمل، حيث تعمل على:
-
تحفيز البويضة لتصبح صالحة للإخصاب.
-
تحديد توقيت الإباضة بدقة مما يسهل تنظيم الجماع في الوقت المثالي.
-
تحسين جودة بطانة الرحم لاستقبال الجنين.
-
رفع نسبة نجاح الإخصاب سواء طبيعيًا أو عبر التلقيح الصناعي.
غالبًا ما تُعطى الإبرة بعد تناول منشطات المبايض مثل كلوميد أو FSH أو LH، وعندما يصل حجم البويضة إلى 18–21 ملم تُحقن الإبرة بالعضل لبدء عملية الإباضة.
أفضل وقت للجماع بعد الإبرة التفجيرية
تحدث الإباضة عادة بعد 36 ساعة من أخذ الإبرة، لذا يُنصح بممارسة الجماع في الفترة من 12 إلى 36 ساعة بعد الحقن ثم تكراره كل يومين لمدة 3 إلى 4 أيام.
ويُفضّل متابعة الإباضة بالسونار لتحديد اللحظة المثلى لحدوث الإخصاب، خاصة في حالات استخدام الإبرة ضمن خطة علاج تأخر الحمل.
هل الابرة التفجيرية تزيد فرص الحمل بتوأم؟
الإبرة التفجيرية لا تسبب بحد ذاتها الحمل بتوأم، لكن استخدامها بعد أدوية تنشيط المبايض قد يؤدي إلى نضوج أكثر من بويضة واحدة، مما يرفع فرصة الحمل المتعدد.
لذلك، يحدد الطبيب الجرعة ونوع الدواء بدقة لتفادي المضاعفات الناتجة عن فرط التحفيز.
اعراض الحمل بعد الابرة التفجيرية
بسبب وجود هرمون HCG في الدم، قد تظهر أعراض شبيهة بالحمل بعد الحقن مباشرة، مثل:
لكن هذه الأعراض لا تعني بالضرورة حدوث حمل، ويُنصح بإجراء تحليل الدم للحمل بعد 14 يومًا من الجماع، لأن الفحص المبكر قد يعطي نتيجة إيجابية كاذبة بسبب بقاء الهرمون في الجسم.
متى يظهر الحمل بعد الابرة التفجيرية؟
يبدأ الجسم بإفراز هرمون الحمل الحقيقي بعد زرع البويضة المخصبة في بطانة الرحم، أي بعد 7 إلى 10 أيام من الإباضة.
لذلك يُنصح بإجراء تحليل الدم الرقمي في اليوم الثالث عشر إلى الرابع عشر بعد الإبرة للحصول على نتيجة دقيقة وموثوقة.
نسبة نجاح الحمل بعد الابرة التفجيرية
تعتمد فرص النجاح على عدة عوامل منها:
-
عمر المرأة: تقل النسبة بعد سن 35.
-
جودة البويضات والحيوانات المنوية.
-
انتظام الدورة الهرمونية.
-
توقيت الجماع بعد الإبرة.
-
نوع البروتوكول العلاجي المستخدم.
عمومًا، تصل نسبة نجاح الحمل بعد الابرة التفجيرية إلى 25–35% لكل دورة علاجية، وترتفع عند الاستخدام الصحيح وتحت إشراف طبي متخصص.
متى تنزل الدورة بعد الابرة التفجيرية؟
إذا لم يحدث الحمل، فإن الدورة تنزل عادة بعد 11 إلى 16 يومًا من أخذ الإبرة.
ويُعتبر نزولها دلالة على انتهاء الدورة الهرمونية، ويمكن حينها إعادة تقييم خطة العلاج أو تكرار المحاولة تحت إشراف الطبيب.
الجرعة وطريقة الحقن
تختلف جرعة حقن الهرمون hCG وفقًا للغرض من الاستخدام وتحت إشراف الطبيب المختص، إذ يتم تحديد الكمية المناسبة بدقة لضمان أفضل استجابة علاجية.
-
عند النساء:
عادةً ما تتراوح الجرعة بين 5000 إلى 10000 وحدة دولية، ويتم الحقن إما بالعضل أو تحت الجلد، بحسب خطة العلاج وحالة المريضة. وتُستخدم هذه الجرعات غالبًا لتحفيز الإباضة أو دعم المرحلة الأصفرية في برامج التلقيح الصناعي والحقن المجهري.
-
عند الرجال:
تُحدد الجرعة عادةً ما بين 1000 إلى 4000 وحدة دولية، وتُعطى مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا عن طريق الحقن العضلي، بهدف تنشيط إنتاج التستوستيرون وتحسين جودة الحيوانات المنوية في حالات ضعف الخصوبة.
ويُفضَّل دائمًا حفظ الإبرة في الثلاجة إذا كانت في صورة سائل جاهز للحقن، بينما النوع البودرة يجب خلطه بالماء المعقّم قبل الحقن مباشرة لضمان الحفاظ على فعالية الدواء وسلامته.
في مجمع صحة المرأة للخصوبة بجدة، يتم تحديد الجرعة المناسبة بدقة تحت إشراف نخبة من استشاريي العقم وأطفال الأنابيب، لضمان تحقيق أفضل النتائج بأمان تام لكل مريض.
الأعراض الجانبية الشائعة للابرة التفجيرية
عادة ما تكون الأعراض مؤقتة وخفيفة، وتشمل:
-
ألم بسيط في موضع الحقن.
-
صداع أو دوخة خفيفة.
-
انتفاخ أو ثقل بالبطن.
-
احتباس السوائل في الجسم.
-
تقلبات مزاجية أو توتر.
وفي حالات نادرة، قد تظهر متلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS) التي تسبب تضخم المبايض وألمًا شديدًا بالبطن، وتتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
نصائح مهمة لزيادة فرص نجاح الإبرة التفجيرية
-
الالتزام الدقيق بموعد الحقن المحدد من الطبيب.
-
المتابعة الدورية بالسونار لتحديد وقت التبويض.
-
الحفاظ على نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات والبروتينات.
-
الابتعاد عن التدخين والكافيين الزائد.
-
الراحة النفسية وتجنب القلق أو التوتر.
-
التحلي بالصبر، فبعض الحالات تحتاج إلى أكثر من دورة علاجية لحدوث الحمل.
موانع استخدام الإبرة التفجيرية
يُمنع استخدامها في الحالات التالية:
-
وجود حمل حالي أو اشتباه بالحمل.
-
الإصابة بأورام سرطانية حساسة للهرمونات (مثل سرطان الثدي أو المبيض).
-
مرضى القلب أو الكلى أو الغدة الكظرية.
-
وجود نزيف رحمي غير معروف السبب.
-
الحساسية من مكونات هرمون HCG.
علامات نجاح الابرة التفجيرية والحمل بعدها
من العلامات التي قد تشير إلى نجاح الإبرة وحدوث حمل:
-
ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم القاعدية.
-
اختفاء الإفرازات المهبلية الشفافة بعد التبويض.
-
زيادة الإحساس بالنعاس والتعب.
-
ألم أسفل الظهر أو المبيضين بسبب انغراس البويضة.
-
تأخر الدورة الشهرية عن موعدها المتوقع.
تُعد الإبرة التفجيرية من أهم الوسائل المساعدة في علاج ضعف التبويض وتأخر الحمل، إذ تعمل على تحفيز نضوج البويضة وإطلاقها في الوقت المثالي لحدوث الإخصاب.
لكنها ليست حلاً سحريًا، فنجاحها يعتمد على التشخيص السليم والمتابعة المنتظمة والالتزام بتعليمات الطبيب.
ومع التقدم الكبير في تقنيات الطب الإنجابي، تظل الإبرة التفجيرية خيارًا آمنًا وفعّالًا لزيادة فرص الحمل وتحقيق حلم الأمومة بإذن الله.
إذا كنتِ تفكرين في استخدام الإبرة التفجيرية أو أي من تقنيات علاج تأخر الحمل والعقم، فاختيار المركز الطبي المناسب يُحدث فارقًا كبيرًا في النتائج.
يُعد مجمع صحة المرأة للخصوبة بجدة من المراكز الرائدة في مجال علاج العقم والإخصاب وأطفال الأنابيب، بفضل ما يقدمه من أحدث بروتوكولات التنشيط والإباضة الدقيقة، وأجهزة متابعة التبويض بالسونار عالي الدقة، ورعاية طبية متكاملة على أيدي استشاريين معتمدين بخبرة تتجاوز 24 عامًا في طب النساء والخصوبة.
🟣 الأسئلة الشائعة
ما هو أفضل وقت للجماع بعد الإبرة التفجيرية لزيادة فرص الحمل؟
أفضل وقت للجماع يكون بين 12 إلى 36 ساعة بعد أخذ الإبرة التفجيرية، إذ تكون الإباضة في ذروتها خلال هذه المدة. يُفضل تكرار الجماع يوميًا أو يومًا بعد يوم لمدة 3 أيام متتالية بعد الحقن.
متى يظهر الحمل بعد الإبرة التفجيرية؟
يُنصح بإجراء تحليل الدم الرقمي بعد 14 يومًا من أخذ الإبرة، لأن الاختبار المبكر قد يُظهر نتيجة إيجابية كاذبة بسبب وجود هرمون HCG في الجسم من الحقنة نفسها.
هل تسبب الإبرة التفجيرية أعراضًا تشبه الحمل؟
نعم، قد تُسبب أعراضًا مشابهة مثل ألم في الثديين، انتفاخ البطن، الشعور بالتعب، أو الغثيان، وهي نتيجة طبيعية لوجود هرمون HCG في الجسم بعد الحقن.
هل تزيد الإبرة التفجيرية من فرصة الحمل بتوأم؟
الإبرة بحد ذاتها لا تُسبب الحمل بتوأم، لكن الأدوية المنشطة التي تُستخدم قبلها قد تؤدي إلى نضوج أكثر من بويضة، مما يزيد احتمال تخصيب أكثر من بويضة واحدة.
متى تنزل الدورة بعد الإبرة التفجيرية إذا لم يحدث حمل؟
عادةً تنزل الدورة بعد 11 إلى 16 يومًا من الحقن، ويُعتبر ذلك مؤشرًا على أن الإخصاب لم يتم، لتقوم الطبيبة بتعديل خطة العلاج حسب الحالة.
ما أسباب فشل الإبرة التفجيرية في تحقيق الحمل؟
من أبرز الأسباب: ضعف جودة البويضات، أو اضطرابات في بطانة الرحم، أو مشاكل في الحيوانات المنوية، أو توقيت غير دقيق للجماع بعد الإبرة، لذا يجب المتابعة الدقيقة بالسونار مع الطبيب المختص.
هل هناك مخاطر من الإبرة التفجيرية؟
نادرًا ما تُسبب مضاعفات خطيرة، لكن في بعض الحالات قد يحدث فرط تحفيز المبيض (OHSS) الذي يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، لذا يُمنع استخدامها دون إشراف طبي.
🟣 المصادر
-
Mayo Clinic – HCG injection for fertility treatment
🔗 https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/hcg/about/pac-20385141
-
WebMD – HCG and Ovulation
🔗 https://www.webmd.com/infertility-and-reproduction/hcg-shot-ovulation
-
Cleveland Clinic – Human Chorionic Gonadotropin (hCG) injection
🔗 https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/23014-hcg-injection
-
Altibbi – الإبرة التفجيرية للحمل
🔗 https://www.altibbi.com/articles/الإبرة-التفجيرية-للحمل