يُعدّ التدخين من أكثر العادات التي تُدمّر الصحة الإنجابية لدى الرجال والنساء على حد سواء. فبينما يظن البعض أن أضراره تقتصر على الرئتين أو القلب، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن التدخين يُضعف الخصوبة، ويؤخر الحمل الطبيعي، ويزيد من احتمالية فشل عمليات الإخصاب الصناعي (IVF) بسبب تأثيره المباشر على الهرمونات، والمبايض، والحيوانات المنوية.
أثر التدخين على خصوبة النساء
تتأثر خصوبة المرأة بشكل واضح نتيجة استنشاق السموم الموجودة في السجائر مثل النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، والسيانيد. هذه المواد تؤدي إلى تلف البويضات وتسريع فقدانها، مما يقلل من مخزون المبيض ويُسرّع الوصول إلى سن اليأس المبكر.
تشير الإحصاءات إلى أن النساء المدخنات أكثر عرضة لانقطاع الطمث قبل سن الأربعين بما يصل إلى أربع سنوات أبكر من غير المدخنات. كما يؤدي التدخين إلى انخفاض جودة البويضات، وضعف الإخصاب الطبيعي، وزيادة احتمال الإجهاض أو التشوهات الجنينية.
تأثير التدخين على المبايض والبويضات
النيكوتين ومركبات التدخين الأخرى تُحدث خللاً في إفراز الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وصعوبة حدوث الإباضة. كما أن السموم تُسبب طفرات جينية في البويضات، وهو ما قد ينعكس سلبًا على صحة الجنين لاحقًا.
وقد ثبت علمياً أن النساء اللواتي يدخنّ أكثر من 10 سجائر يوميًا تقل فرص حملهن بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بغير المدخنات.
التدخين وعلاقته بفشل عمليات أطفال الأنابيب (IVF)
أثبتت الدراسات أن معدلات نجاح عمليات أطفال الأنابيب لدى النساء المدخنات تقل إلى النصف تقريبًا. ويرجع ذلك إلى أن التدخين:
-
يقلل من جودة البويضات واستجابة المبيض لأدوية التنشيط.
-
يُضعف بطانة الرحم ويجعلها أقل قدرة على استقبال الأجنة.
-
يزيد من خطر الإجهاض المبكر بعد التلقيح الصناعي.
لذلك، يُوصي الأطباء بالإقلاع عن التدخين قبل البدء بأي محاولة للحمل أو الإخصاب المساعد بعدة أشهر لضمان أفضل النتائج.
التدخين ومضاعفاته أثناء الحمل
لا تتوقف مخاطر التدخين عند مرحلة ما قبل الحمل، بل تمتد لتؤثر على صحة الأم والجنين خلال فترة الحمل. ومن أبرز المضاعفات:
-
ارتفاع خطر الإجهاض التلقائي.
-
الولادة المبكرة أو إنجاب طفل بوزن منخفض.
-
زيادة احتمال التشوهات الخلقية بسبب نقص الأوكسجين الواصل للجنين.
-
ارتفاع خطر انفصال المشيمة المبكر.
-
تعرض الجنين لتأخر في النمو العصبي أو التنفسي.
بل وحتى التعرض للتدخين السلبي أثناء الحمل قد يُضعف مستقبلًا خصوبة الطفلة الأنثى بسبب تأثيره على تكوين المبايض في الرحم.
تأثير التدخين على خصوبة الرجال
يُسبب التدخين لدى الرجال انخفاضًا في عدد وجودة الحيوانات المنوية. فقد وُجد أن عدد الحيوانات المنوية عند المدخنين أقل بنسبة من 13 إلى 17% مقارنة بغير المدخنين، كما تكون:
هذا التأثير يرتبط مباشرة بنسبة النيكوتين وأول أكسيد الكربون في الدم، مما يقلل من مستوى الأوكسجين الواصل للخصيتين ويؤثر في إنتاج التستوستيرون.
مشكلات جنسية ناتجة عن التدخين
من أهم الأعراض الجنسية المرتبطة بالتدخين ضعف الانتصاب عند الرجال، حيث يؤدي النيكوتين إلى:
-
تضييق الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم إلى القضيب.
-
تلف الأنسجة العصبية المسؤولة عن الاستجابة الجنسية.
-
نقص الأوكسجين اللازم للحفاظ على الانتصاب.
كما يمكن أن يؤدي التدخين المزمن إلى تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية، مما يزيد من خطر حدوث تشوهات وراثية في الأجنة أو فشل الحمل المبكر.
التدخين السلبي وتأثيره على الخصوبة
حتى الأشخاص غير المدخنين ليسوا في مأمن من الأضرار. فاستنشاق دخان السجائر باستمرار (أي التدخين السلبي) يؤدي إلى:
-
تراجع جودة البويضات لدى النساء.
-
ضعف إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال.
-
زيادة احتمالية تأخر الحمل أو فشله.
تُظهر الدراسات أن النساء اللواتي يتعرضن للتدخين السلبي في المنزل أو العمل تقل فرص حملهن بنسبة تصل إلى 20–25% مقارنة بغير المعرضات.
هل يمكن استعادة الخصوبة بعد الإقلاع عن التدخين؟
نعم فالإقلاع عن التدخين يُحسّن الخصوبة بشكل ملحوظ لدى كلا الجنسين. فخلال 3 إلى 6 أشهر من التوقف يبدأ الجسم في التخلص من السموم، وتتحسن جودة الحيوانات المنوية والبويضات، وتعود الهرمونات إلى توازنها الطبيعي.
كلما كان الإقلاع مبكرًا، زادت فرص الحمل والإنجاب الطبيعي.
نصائح لرفع فرص الحمل بعد الإقلاع عن التدخين
-
تناول غذاء صحي متوازن غني بمضادات الأكسدة (فيتامين C وE والزنك).
-
ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتنشيط المبايض والخصيتين.
-
تجنّب الكافيين والكحول والملوثات البيئية.
-
مراجعة الطبيب لتقييم الحالة الهرمونية ومستوى الخصوبة بعد الإقلاع.
-
استخدام المكملات الغذائية الموصوفة لتحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية.
إن التدخين هو العدو الخفي للخصوبة؛ فهو يضعف الإباضة عند النساء، ويقلل جودة الحيوانات المنوية عند الرجال، ويزيد من احتمالات فشل الحمل الطبيعي أو الصناعي. لذلك، فإن الإقلاع عن التدخين خطوة أساسية لكل من يسعى للحمل والإنجاب السليم.
التحكم في نمط الحياة والتوقف عن التدخين يمنح الأزواج فرصة أفضل لتحقيق حلم الإنجاب بشكل طبيعي وصحي.
إذا كنتِ تعانين من تأخر الحمل أو ترغبين في تقييم خصوبتك بعد الإقلاع عن التدخين، فإن مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة يُعدّ وجهتك المثالية. يضم المجمع نخبة من استشاريي العقم وأطفال الأنابيب الذين يمتلكون خبرة تتجاوز 24 عامًا في علاج اضطرابات الخصوبة ومشكلات الإباضة الناتجة عن التدخين أو العوامل الهرمونية.
يوفر المجمع أحدث وسائل التشخيص والعلاج، مثل الفحوص الهرمونية الدقيقة، وتحليل جودة البويضات والحيوانات المنوية، وتقنيات الإخصاب المساعد (IVF وICSI)، مع متابعة طبية متكاملة لضمان أعلى نسب نجاح ممكنة.
احمي خصوبتك اليوم وابدئي رحلة الإنجاب بثقة مع مجمع صحة المرأة للخصوبة – جدة، حيث الرعاية الطبية المتخصصة والتقنيات الحديثة تلتقي لتحقيق حلم الأمومة والأبوة.
🟣 الأسئلة الشائعة
هل يؤثر التدخين على فرص الحمل عند النساء؟
نعم، التدخين يقلل من جودة البويضات ويُسرّع من استنزاف مخزون المبيض، مما يؤدي إلى تأخر الحمل وزيادة خطر الإجهاض والولادة المبكرة.
هل يمكن أن يسبب التدخين العقم عند الرجال؟
بالفعل، التدخين يؤثر سلبًا على إنتاج الحيوانات المنوية وعددها وحركتها، كما يسبب ضعف الانتصاب نتيجة تضيق الأوعية الدموية ونقص الأوكسجين الواصل إلى الأعضاء التناسلية.
هل الإقلاع عن التدخين يحسن الخصوبة؟
نعم، التوقف عن التدخين يساعد في استعادة التوازن الهرموني وتحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية خلال فترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر.
هل التدخين السلبي يؤثر على الخصوبة؟
نعم، التعرض لدخان السجائر حتى بشكل غير مباشر يمكن أن يضعف الخصوبة لدى النساء ويؤخر الحمل، كما يقلل جودة السائل المنوي لدى الرجال.
ما أفضل وقت للإقلاع عن التدخين قبل محاولة الحمل؟
يُنصح بالتوقف عن التدخين قبل 3 إلى 6 أشهر من محاولة الحمل الطبيعي أو اللجوء إلى أطفال الأنابيب، لمنح الجسم الوقت الكافي للتعافي واستعادة وظائفه الإنجابية.
🟣 المصادر
-
Mayo Clinic – Smoking and Infertility:
https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/fertility/in-depth/smoking-and-infertility/art-20045403
-
Centers for Disease Control and Prevention (CDC) – Smoking, Reproductive Health, and Pregnancy:
https://www.cdc.gov/tobacco/basic_information/health_effects/reproductive-health/index.htm
-
American Society for Reproductive Medicine (ASRM) – Smoking and Reproduction:
https://www.asrm.org/topics/topics-index/smoking-and-reproduction/
-
National Institute for Health and Care Excellence (NICE) – Fertility Problems: Assessment and Treatment:
https://www.nice.org.uk/guidance/cg156