التهاب بطانة الرحم: الأسباب والأعراض والعلاج

التهاب بطانة الرحم: الأسباب والأعراض والعلاج

تعرفي على أهم أسباب التهاب بطانة الرحم وأعراضه وتأثيره على الخصوبة، وطرق التشخيص والعلاج الحديثة. دليل طبي شامل يساعدك على فهم الحالة وتحسين فرص الحمل، مع نصائح للوقاية وعلاج العدوى بشكل آمن وفعّال.

تعريف التهاب بطانة الرحم

 

يُعد التهاب بطانة الرحم Endometritis من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ويُعرّف بأنه التهاب أو عدوى تصيب الطبقة الداخلية المبطنة لجدار الرحم. هذه البطانة هي الجزء الذي يستعد شهريًا لاستقبال البويضة المخصّبة، ولذلك فإن أي التهاب فيها قد يؤثر بشكل مباشر على الخصوبة وفرص الحمل وصحة المرأة الإنجابية.

يحدث الالتهاب غالبًا نتيجة دخول البكتيريا إلى الرحم عن طريق المهبل، سواء بعد الولادة، أو الإجهاض، أو بعض عمليات النساء الجراحية، كما قد ينتج عن عدوى منقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان. ويُعد اكتشاف الحالة وعلاجها مبكرًا عاملًا أساسيًا لتجنب المضاعفات.

 

التهاب بطانة الرحم وعلاقته بالخصوبة

 

يُعتبر التهاب بطانة الرحم من الأسباب التي قد تُضعف الخصوبة، لأنه قد يؤدي إلى:

  • صعوبة انغراس الجنين بسبب التليفات والندوب داخل الرحم.

  • ارتفاع احتمال الإجهاض المبكر.

  • اضطرابات في بيئة الرحم تجعل الحمل أقل احتمالية.

وتشير دراسة أجريت عام 2018 شملت 95 امرأة تعاني من العقم غير المبرر، إلى أن 65% منهنّ مصابات بالتهاب بطانة الرحم. وبعد تلقي العلاج بالمضادات الحيوية، استعادت 82% منهن القدرة على الحمل، مما يبرز أهمية التشخيص المبكر وتأثير العلاج في تحسين فرص الحمل.

 

أسباب التهاب بطانة الرحم

 

تحدث معظم حالات التهاب بطانة الرحم بسبب بكتيريا تصعد من المهبل إلى تجويف الرحم. وتنقسم الأسباب إلى:

1. أسباب متعلقة بالولادة أو العمليات الجراحية

  • الولادة الطبيعية.

  • الولادة القيصرية (الأكثر شيوعًا).

  • الإجهاض.

  • تنظيف الرحم (التوسيع والكحت).

  • إجراء تنظير الرحم أو أخذ خزعة.

2. أسباب متعلقة بالعلاقات الجنسية

  • انتقال عدوى منقولة جنسيًا مثل:

    • الكلاميديا

    • السيلان

  • عدم استخدام الواقي الذكري.

  • تعدد الشركاء الجنسيين يزيد من احتمالية انتقال العدوى.

3. أسباب أخرى

  • انتشار البكتيريا الطبيعية في المهبل إلى الرحم.

  • تركيب اللولب الرحمي.

  • التهابات الحوض أو قناتي فالوب.
     

 

أعراض التهاب بطانة الرحم

 

تتفاوت الأعراض من امرأة لأخرى، وقد تكون خفيفة أو شديدة، وتشمل أهم العلامات:

  • نزيف مهبلي غير طبيعي أو بين الدورات.

  • إفرازات مهبلية ذات رائحة قوية أو غير مألوفة.

  • ألم في أسفل البطن أو الحوض.

  • ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).

  • الشعور بالإجهاد والضعف العام.

  • ألم أثناء الجماع.

  • ألم عند التبول.

  • اضطراب في الجهاز الهضمي مثل الإمساك.

  • انتفاخ البطن.

مع ملاحظة أن بعض النساء قد لا تظهر لديهن أعراض واضحة، مما يجعل التشخيص المبكر أكثر صعوبة، وبالتالي يزيد خطر المضاعفات.

 

تشخيص التهاب بطانة الرحم

 

يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات التي تساعد الطبيب على التأكد من وجود الالتهاب وتحديد سببه:

1. الفحص السريري

يشمل فحص الحوض، وعنق الرحم، وتقييم الإفرازات والشعور بالألم.

2. الفحوصات المخبرية

  • تحليل دم للكشف عن ارتفاع كريات الدم البيضاء.

  • فحص إفرازات المهبل تحت المجهر.

  • مسحة من عنق الرحم للكشف عن الكلاميديا والسيلان.

  • تحليل CRP لقياس شدة الالتهاب.

3. فحوصات متقدمة

  • خزعة من بطانة الرحم للتأكد من طبيعة الالتهاب.

  • تنظير الرحم لرؤية التجويف الداخلي بدقة.

  • تنظير البطن عند الاشتباه بوجود التهابات معقدة في الحوض.
     

 

علاج التهاب بطانة الرحم

 

يختلف العلاج حسب شدة الحالة وسببها، وتشمل طرق العلاج:

1. المضادات الحيوية

وهي العلاج الأساسي، وقد تُعطى:

  • عن طريق الفم للحالات الخفيفة.

  • عبر الوريد بالمستشفى للحالات الشديدة أو المصحوبة بحمى أو خراج.

2. إزالة الأنسجة المتبقية داخل الرحم

في حال وجود بقايا مشيمة بعد الولادة أو الإجهاض، قد يحتاج الطبيب إلى تنظيف الرحم لمنع استمرار الالتهاب.

3. علاج الخراج

إذا تكوّن خراج داخل الحوض أو البطن، فقد يتطلب:

  • شفط الخراج بالإبرة تحت الأشعة.

  • أو التدخل الجراحي في الحالات المعقدة.

4. علاج الشريك

في حال كانت العدوى منقولة جنسيًا، يجب علاج الزوج لتجنب تكرار العدوى.

 

مضاعفات التهاب بطانة الرحم

 

ترك الالتهاب دون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، من أهمها:

  • العقم نتيجة تكون الندوب أو الالتصاقات.

  • تسمم الدم (الإنتان)، وهي حالة تهدد الحياة.

  • التهاب الحوض المزمن.

  • الصدمة الإنتانية.

  • تكون خراج داخل الحوض أو الرحم.

  • اضطراب الدورة الشهرية وازدياد الألم أسفل البطن.
     

 

طرق الوقاية من التهاب بطانة الرحم

 

يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال اتباع النصائح التالية:

  • الحصول على المضادات الحيوية الوقائية بعد الولادة القيصرية أو الإجهاض عند الحاجة.

  • تجنب العلاقات غير الآمنة واستخدام الواقي الذكري.

  • إجراء فحوصات دورية للأمراض المنقولة جنسيًا.

  • التأكد من تعقيم الأدوات الطبية قبل أي إجراء داخل الرحم.

  • مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية.

التهاب بطانة الرحم من الحالات الشائعة التي قد تؤثر على صحة المرأة الإنجابية، لكنه قابل للعلاج بسهولة إذا تم اكتشافه مبكرًا. التأخير في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها العقم والالتهابات المزمنة. لذلك يجب على كل امرأة الاهتمام بأي أعراض غير معتادة في الحوض أو الرحم، ومراجعة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

لأن التشخيص المبكر لالتهاب بطانة الرحم يلعب دورًا أساسيًا في حماية الخصوبة وزيادة فرص الحمل، يُعد مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة من أفضل الخيارات التي يمكنك الاعتماد عليها للحصول على رعاية طبية متقدمة. يمتلك المجمع خبرة تمتد لأكثر من 24 عامًا في تشخيص وعلاج مشكلات العقم وأمراض النساء، ويضم طاقمًا متخصصًا يستخدم أحدث التقنيات الطبية لضمان دقة التشخيص وفعالية العلاج.
يقدم المجمع رعاية شاملة لكل امرأة تبحث عن حلول طبية موثوقة وخطة علاج آمنة تستعيد بها صحتها وفرص الحمل الطبيعية. احجزي موعدك اليوم لبدء رحلة علاجية مبنية على خبرة طويلة ورعاية طبية متكاملة.

 

🟣 الأسئلة الشائعة

 

1. هل يؤثر التهاب بطانة الرحم على الحمل؟

نعم، قد يمنع التهاب بطانة الرحم انغراس الجنين ويزيد احتمالات الإجهاض، لكن العلاج المبكر بالمضادات الحيوية يساعد على تحسين الخصوبة بشكل كبير.

2. ما الفرق بين التهاب بطانة الرحم والتهاب الحوض؟

التهاب بطانة الرحم يقتصر على الطبقة الداخلية للرحم، بينما يشمل التهاب الحوض أعضاء أخرى مثل قناتي فالوب والمبايض وقد يكون أكثر شدة وتعقيدًا.

3. كم يستغرق علاج التهاب بطانة الرحم؟

تستغرق الحالات البسيطة من 7 إلى 14 يومًا من العلاج بالمضادات الحيوية، بينما قد تحتاج الحالات الشديدة إلى علاج بالمستشفى عبر الوريد.

4. هل يعود التهاب بطانة الرحم مرة أخرى؟

نعم، يمكن أن يتكرر إذا لم يُعالج السبب الأساسي مثل العدوى المنقولة جنسيًا أو وجود أنسجة متبقية داخل الرحم.

5. هل يمكن الوقاية من التهاب بطانة الرحم بعد الولادة القيصرية؟

نعم، تُوصى المضادات الحيوية الوقائية عادة بعد القيصرية لتقليل خطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم.

 

🟣 المصادر

 

1. Cleveland Clinic – Endometritis
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24334-endometritis

2. MSD Manual – Postpartum Endometritis
https://www.msdmanuals.com/professional/gynecology-and-obstetrics/postpartum-care-and-associated-disorders/postpartum-endometritis

3. MSD Manual – Infections of the Uterus After Delivery (Endometritis)
https://www.msdmanuals.com/home/women-s-health-issues/postpartum-care/infections-of-the-uterus-after-delivery

4. CDC – Pelvic Inflammatory Disease (PID)
https://www.cdc.gov/std/treatment-guidelines/pid.htm

5. StatPearls – Endometritis (NCBI Bookshelf)
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK553124/

6. Lecturio – Endometritis
https://www.lecturio.com/concepts/endometritis/


 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار