يُعد ضعف التبويض أحد أكثر الأسباب شيوعًا لتأخر الحمل والعقم عند النساء، إذ ينتج غالبًا عن اضطرابات هرمونية أو مشكلات صحية تؤثر على عملية الإباضة الطبيعية. وتكمن خطورته في إمكانية مروره دون تشخيص مبكر بسبب تشابه الأعراض مع مشكلات أخرى في الدورة الشهرية.
في هذا الدليل الطبي الشامل ستجدين كل ما تحتاجين معرفته طبياً: التعريف، الأنواع، الأسباب، الأعراض، وسائل التشخيص الدقيقة، وأحدث الخيارات العلاجية.

 ما هو ضعف التبويض؟

ضعف التبويض (Ovulatory Dysfunction) هو خلل يحدث في عملية إطلاق البويضة من المبيض، وقد يكون على شكل:

• عدم حدوث الإباضة نهائيًا (Anovulation)

• حدوث الإباضة بشكل غير منتظم (Oligo-ovulation)

• إطلاق بويضات ضعيفة الجودة

ويُعد أحد أهم أسباب تأخر الحمل، إذ يُقدّر أن 30–40% من حالات العقم عند النساء تكون بسبب اضطرابات التبويض.

لماذا تعتبر الإباضة مهمة لحدوث الحمل؟

تحدث الإباضة مرة واحدة كل شهر بإطلاق بويضة ناضجة قابلة للتخصيب. وعند حدوث خلل في هذه العملية:

• تتراجع فرص حدوث الحمل

• تضطرب الدورة الشهرية

• تظهر أعراض هرمونية مثل حب الشباب أو زيادة الشعر

• قد يتأثر المزاج والوزن

ولهذا فإن اكتشاف أي تغيّر مبكرًا يساعد على تسريع العلاج وتحسين الخصوبة.

أنواع ضعف التبويض

تنقسم اضطرابات التبويض إلى 3 أنواع رئيسية:

1. انعدام التبويض (Anovulation)

حالة لا يتم فيها إطلاق أي بويضة خلال الدورة الشهرية.

الأعراض:

• غياب الدورة أو اضطرابها الشديد

• غياب علامات التبويض

• أعراض هرمونية مثل زيادة الشعر أو زيادة الوزن

التأثير على الخصوبة:

عدم وجود تبويض يعني استحالة حدوث حمل طبيعي.

2. التبويض غير المنتظم (Oligo-ovulation)

تحدث الإباضة بشكل متقطع.

الأعراض:

• دورات أقصر أو أطول من الطبيعي

• صعوبة تحديد أيام التبويض

• ضعف ظهور العلامات الطبيعية للإباضة

التأثير على الخصوبة:

تقل فرص الحمل بسبب قلة عدد مرات التبويض خلال العام.

3. ضعف جودة البويضات

تكون البويضة غير مكتملة أو تحمل خللًا جينيًا.

الأعراض:

• دورة منتظمة لكن دون حدوث حمل

• إجهاض مكرر

• ضعف الاستجابة لمنشطات التبويض

التأثير على الخصوبة:

حتى مع حدوث التبويض، قد تفشل البويضة في التخصيب أو الانغراس.

أسباب ضعف التبويض

تتنوع الأسباب ما بين هرمونية، صحية، بيئية، وعوامل نمط الحياة.

1. الأسباب الهرمونية

أي خلل في الهرمونات المنظمة للإباضة يؤدي إلى اضطراب التبويض:

● اختلال هرمونات الغدة النخامية

المسؤولة عن:

• FSH لنمو البويضات

• LH لتحفيز إطلاق البويضة

اختلال النسبة بينهما يسبب ضعفًا مباشرًا في الإباضة.

● ارتفاع هرمون البرولاكتين

يمنع التبويض، وقد يصاحبه نزول إفرازات من الثدي.

● اضطرابات الغدة الدرقية

• فرط النشاط

• قصور الغدة

كلاهما يؤدي إلى خلل في الدورة والإباضة.

2. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

أكثر الأسباب شيوعًا لضعف الإباضة.

كيف تؤثر على التبويض؟

• زيادة هرمونات الذكورة

• مقاومة الإنسولين

• وجود أكياس صغيرة تمنع نضوج البويضات

الأعراض:

• عدم انتظام الدورة

• زيادة الوزن

• حب الشباب

• الشعر الزائد

3. عوامل نفسية وبدنية

• التوتر المزمن

• قلة النوم

• الرياضة العنيفة

• السمنة المفرطة أو نقص الوزن الشديد

هذه العوامل تؤثر مباشرة على الهرمونات المنظمة للإباضة.

4. التقدم في العمر

بعد سن 35 تقل جودة وعدد البويضات بشكل تدريجي، وتضعف الإباضة.

5. أمراض مزمنة أو أدوية

• أمراض مناعية

• السكري

• العلاج الكيماوي

• بعض أدوية الهرمونات
   

أعراض ضعف التبويض

تنقسم الأعراض إلى درجات:

أولًا: أعراض ضعف التبويض البسيط

• تأخر أو تقدم موعد الدورة

• ضعف علامات التبويض

• تقلب المزاج

• الإرهاق

• ظهور حب الشباب

• زيادة بسيطة في الشعر
   

ثانيًا: أعراض ضعف التبويض الشديد

• انقطاع الدورة أو طولها أكثر من 35 يومًا

• غياب الإباضة لشهور

• تساقط الشعر

• زيادة الوزن

• تغير الصوت (نادر)

• صعوبة الحمل رغم المحاولات الطويلة
   

هل يمكن حدوث ضعف تبويض رغم انتظام الدورة؟

نعم. قد تبدو الدورة منتظمة لكن:

• لا ترتفع حرارة الجسم القاعدية

• لا تتغير إفرازات الإباضة

• ينخفض البروجسترون في النصف الثاني من الدورة

• متابعة السونار تُظهر بويضات غير ناضجة
   

تشخيص ضعف التبويض

يتم التشخيص من خلال مجموعة متكاملة من الفحوص:

1. التحاليل الهرمونية الأساسية

• FSH

• LH

• E2

• TSH – T4

• البرولاكتين

• البروجسترون (اليوم 21 في الدورة المنتظمة)
   

2. الفحوصات المنزلية

• اختبار الإباضة LH

• قياس حرارة الجسم القاعدية

• متابعة إفرازات عنق الرحم
   

3. السونار المتكرر (Follicular Monitoring)

• متابعة حجم الجريبات

• تأكيد خروج البويضة

• تقييم سمك بطانة الرحم
   

4. تقييم مخزون المبيض

• تحليل AMH

• عدّ الجريبات (AFC) عبر السونار
   

علاج ضعف التبويض

يعتمد العلاج على العامل المؤثر في الإباضة:

أولًا: العلاج الدوائي

● منشطات التبويض:

• كلوميفين (Clomid)

• ليتروزول (Femara)
   

● الهرمونات المحفزة:

• حقن FSH

• حقن HMG

• حقنة تفجير البويضة HCG
   

ثانيًا: علاج السبب الأساسي لضعف التبويض

• علاج ارتفاع البرولاكتين

• ضبط اضطرابات الغدة الدرقية

• فقدان الوزن (للمصابات بالتكيس)

• تحسين النوم وتقليل التوتر
   

ثالثًا: تقنيات المساعدة على الإنجاب

في حال عدم الاستجابة للدواء:

• التلقيح داخل الرحم (IUI)

• الحقن المجهري / أطفال الأنابيب (IVF)

• تجميد البويضات عند الحاجة
   

رابعًا: المكملات الداعمة

يُفضل تناولها تحت إشراف طبي:

• فيتامين D

• حمض الفوليك

• أوميغا 3

• إنوسيتول (مفيد جدًا لمرضى تكيس المبايض)
   

نصائح إضافية لتحسين التبويض طبيعيًا

• الحفاظ على وزن صحي

• الامتناع عن التدخين

• تقليل الكافيين

• ممارسة الرياضة المتوسطة بانتظام

• تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة

• تجنب السهر

• تقليل السكريات (خاصة مع التكيس)
   

ضعف التبويض مشكلة شائعة ويمكن علاجها بشكل كبير عند اكتشافها مبكرًا. تساعد الفحوص المنتظمة والعلاج الصحيح في استعادة الإباضة وتحسين الخصوبة سواء طبيعيًا أو عبر تقنيات الإخصاب المساعد.

إذا كنتِ تعانين من أعراض تشير إلى ضعف التبويض أو تواجهين صعوبة في حدوث الحمل، فإن التشخيص المبكر والمتابعة الدقيقة يساعدان بشكل كبير في تحسين فرص الإنجاب. في مجمع صحة المرأة للخصوبة في جدة نمتلك خبرة تمتد لأكثر من 24 عامًا في تقييم وعلاج اضطرابات التبويض باستخدام أحدث التقنيات المعتمدة عالميًا.

يضم المجمع نخبة من الاستشاريين المتخصصين في أمراض النساء والعقم والإخصاب المساعد، مع توفير أحدث برامج متابعة التبويض، وتحسين جودة البويضات، والتلقيح المجهري، وأطفال الأنابيب. يمكنكِ الاعتماد على فريقنا للحصول على خطة علاجية دقيقة ومتكاملة تناسب حالتك وتزيد من فرص الحمل بشكل آمن وفعال.

🟣 الأسئلة الشائعة

1. هل يمكن علاج ضعف التبويض بشكل نهائي؟

يعتمد ذلك على السبب. في حالات مثل تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية، يمكن تحسين التبويض بشكل كبير مع العلاج. أما ضعف مخزون المبيض فقد يحتاج إلى تقنيات المساعدة على الإنجاب لرفع فرص الحمل.

2. ما علامات ضعف التبويض التي تستدعي زيارة الطبيب؟

عدم انتظام الدورة، غياب أعراض التبويض، زيادة وزن مفاجئة، ظهور شعر زائد، أو تأخر الحمل لمدة تتجاوز 6–12 شهرًا، كلها علامات تستدعي التقييم الطبي.

3. هل يحدث حمل مع ضعف التبويض؟

نعم قد يحدث، خصوصًا في الحالات البسيطة أو عند حدوث إباضة متقطعة، لكن فرص الحمل تقل مقارنة بالمرأة التي يتم لديها التبويض بانتظام.

4. هل تؤثر السمنة على التبويض؟

نعم، السمنة من أكثر العوامل التي تسبب خللًا هرمونيًا يؤثر على الإباضة وتوازن هرمونات الجسم، ويؤدي فقدان 5–10% من الوزن غالبًا لتحسن كبير.

5. ما أفضل الفحوص التي تؤكد وجود ضعف في التبويض؟

تحاليل الهرمونات، مستوى البروجسترون بعد منتصف الدورة، تحليل AMH، متابعة التبويض بالسونار، واختبار LH المنزلي.

6. متى يتم اللجوء إلى التلقيح أو الحقن المجهري؟

عند عدم الاستجابة للعلاج الدوائي، أو عند ضعف مخزون المبيض، أو في الحالات المتقدمة من تكيس المبايض أو ضعف الشريك.

🟣 المصادر

1. Mayo Clinic – Ovulation Problems
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/infertility/symptoms-causes/syc-20354308

2. Cleveland Clinic – Anovulation
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17656-anovulation

3. Johns Hopkins Medicine – PCOS (أحد أهم أسباب ضعف التبويض)
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/polycystic-ovary-syndrome-pcos

4. ACOG – Infertility & Ovulation Disorders
https://www.acog.org/womens-health/faqs/infertility

5. MedlinePlus – Ovulation Disorders
https://medlineplus.gov/ency/article/001191.htm