الرحم المقلوب: أسبابه وأعراضه وعلاجه وتأثيره على الخصوبة والحمل

  • الرئيسية
  • الأخبار
  • الرحم المقلوب: أسبابه وأعراضه وعلاجه وتأثيره على الخصوبة والحمل

الرحم المقلوب: أسبابه وأعراضه وعلاجه وتأثيره على الخصوبة والحمل

ما هو الرحم المقلوب؟ تعرّفي على أهم أسباب ميلان الرحم للخلف، أبرز الأعراض، طرق التشخيص، علاج الرحم المقلوب بالتمارين أو الجراحة، وتأثيره على الجماع والحمل والولادة.

الرحم المقلوب هو حالة شائعة ينحني فيها الرحم إلى الخلف باتجاه المستقيم بدلًا من انحنائه للأمام نحو المثانة كما في الوضع الطبيعي. وعلى الرغم من أنه لا يُعدّ مرضًا خطيرًا، إلا أنه قد يرتبط في بعض الحالات بآلام أثناء الجماع أو مشكلات بسيطة في التبول، كما قد يكون ناتجًا عن حالات صحية متعددة مثل بطانة الرحم المهاجرة أو الالتصاقات. هذا المقال يقدم شرحًا علميًا شاملًا عن أسباب الرحم المقلوب، أهم الأعراض، طرق التشخيص، الخيارات العلاجية، إضافة إلى تأثيره على الحمل والخصوبة.

 

ما هو الرحم المقلوب؟

الرحم المقلوب (Retroverted Uterus) هو حالة يميل فيها الرحم إلى الخلف باتجاه العمود الفقري والمستقيم، بدلًا من وضعه الشائع الذي يميل للأمام فوق المثانة.
يظهر الرحم المقلوب لدى نحو ربع النساء تقريبًا (25%)، ويُعدّ اختلافًا طبيعيًا في تشريح الحوض لدى كثير من النساء، وليس بالضرورة دليلًا على وجود مشكلة صحية.

يظل الرحم عضوًا مرنًا يتغير وضعه خلال الحياة، خصوصًا أثناء الحمل، ومع تأثير الهرمونات، أو نتيجة بعض الحالات المرضية في الحوض.

 

أسباب الرحم المقلوب

تختلف أسباب انقلاب الرحم بين العوامل الطبيعية منذ الولادة والمسببات المكتسبة خلال الحياة. وتشمل أبرزها:

1. العوامل الخلقية

بعض النساء يولدن برحم مائل للخلف بشكل طبيعي نتيجة عوامل وراثية أو جينية دون وجود أي مرض مسبب.

2. الالتصاقات والندبات

العمليات الجراحية في الحوض مثل الولادة القيصرية أو إزالة الأورام الليفية، إضافة إلى التهابات الحوض المزمنة، قد تؤدي إلى تكوّن أنسجة تندبية تشد الرحم للخلف.

3. الأورام الليفية

بعض أنواع الأورام الليفية قد تغيّر شكل الرحم أو اتجاهه حسب موقعها داخل الجدار الرحمي.

4. بطانة الرحم المهاجرة

تسبب هذه الحالة التصاق أنسجة مشابهة لبطانة الرحم بالأعضاء المحيطة، ما قد يحدّ من حرية حركة الرحم ويؤدي لانقلابه للخلف.

5. تأثير الولادات المتكررة

أربطة الحوض تتمدد خلال الحمل والولادة، وقد تفقد بعض قوتها مما يسمح بانحناء الرحم.

6. التغيرات الهرمونية بعد سن اليأس

انخفاض هرمون الإستروجين يضعف أربطة الحوض وقد يغيّر وضع الرحم.

 

أعراض الرحم المقلوب

في معظم الحالات، لا يسبب الرحم المقلوب أي أعراض، وتكتشفه المرأة صدفة خلال الفحص.
لكن لدى بعض النساء قد تظهر أعراض تشمل:

  • ألم أثناء الجماع.

  • ألم أسفل الظهر خلال العلاقة.

  • آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية.

  • صعوبة أو عدم راحة عند استخدام السدادات القطنية.

  • زيادة عدد مرات التبول أو الضغط على المثانة.

  • نوبات متكررة من التهاب المسالك البولية.

  • سلس بولي بسيط.

  • شعور بكتلة أو امتلاء أسفل البطن في حالات نادرة.
     

 

تشخيص الرحم المقلوب

يعتمد التشخيص على:

1. الفحص السريري للحوض

يستطيع الطبيب تحديد اتجاه الرحم من خلال تحسس عنق الرحم وحركته.

2. السونار (الألتراساوند)

يُظهر السونار بوضوح ميلان الرحم، ويُستخدم السونار المهبلي إذا كان السونار البطني غير كافٍ.

3. استبعاد الأسباب المصاحبة

مثل الأورام الليفية أو بطانة الرحم المهاجرة التي قد تتطلب علاجًا مختلفًا.

 

علاج الرحم المقلوب

غالبًا لا يحتاج الرحم المقلوب إلى علاج إلا عند ظهور أعراض مزعجة. وتتنوع خيارات العلاج كالآتي:

أولًا: التمارين العلاجية

تهدف إلى تقوية عضلات قاع الحوض وتحسين دعم الرحم. وتشمل:

1. تمارين كيجل

تُعدّ الأكثر فعالية في تقوية عضلات الحوض.
– شدّ عضلات قاع الحوض 3 ثوانٍ ثم الارتخاء 3 ثوانٍ
– تكرار 10 مرات × 3 مجموعات يوميًا لمدة عدة أشهر

2. تمرين سحب الركبة إلى الصدر

– ثني الركبة ورفعها نحو الصدر 20 ثانية
– تكرار التمرين لكل ساق

3. تمرين شدّ الحوض

– رفع الحوض للأعلى أثناء الشهيق
– إنزاله تدريجيًا مع الزفير

ملاحظة: التمارين لا تنفع إذا كان السبب وجود التصاقات شديدة.

 

ثانيًا: الفرزجة (Pessary)

أداة سيليكون تُدخل إلى المهبل لدعم الرحم.
حل مؤقت لكنه فعّال في بعض الحالات، ويتطلب تنظيفًا دوريًا.

 

ثالثًا: الجراحة

عندما تفشل الحلول السابقة أو توجد التصاقات قوية.
يتم خلال العملية:

  • تحرير الالتصاقات

  • شدّ أربطة الرحم

  • إعادة تثبيته في وضعه الطبيعي

وغالبًا تُجرى عبر منظار البطن.

 

الرحم المقلوب والجماع

قد تعاني بعض النساء من ألم أثناء الجماع، ويرجع ذلك إلى:

  • تغير زاوية عنق الرحم.

  • شدّ أربطة الرحم أثناء العلاقة.

  • احتقان الأوردة في منطقة الحوض.

وتختلف الراحة حسب الوضعية، لذلك يُنصح بتجربة أوضاع مختلفة والتواصل مع الشريك لتقليل الألم.

 

هل الرحم المقلوب يمنع الحمل؟


الرحم المقلوب لا يمنع وصول الحيوانات المنوية للبويضة، وبالتالي لا يسبب العقم ولا يمنع الحمل .

لكن قد تترافق الحالة مع مشكلات أخرى تؤثر على الخصوبة مثل:

  • الأورام الليفية

  • بطانة الرحم المهاجرة

  • التهابات الحوض المزمنة

وعلاج هذه المشكلات يحسن فرص الحمل إذا كانت متأثرة.

 

الرحم المقلوب والحمل

في بداية الحمل قد تعاني المرأة من:

  • ألم أسفل الظهر

  • صعوبة التبول بسبب ضغط الرحم على المثانة

  • صعوبة تصوير الرحم بالسونار البطني

بعد الأسبوع 10–12 من الحمل يرتفع الرحم تلقائيًا للأمام، ويصبح الوضع طبيعيًا بالكامل.

متى يصبح الأمر خطرًا؟

نادرًا قد يبقى الرحم عالقًا للخلف بسبب الالتصاقات، مما يعرض الحمل لمخاطر مثل:

  • الألم الشديد

  • الإمساك

  • سلس البول

  • صعوبة التبول

وهنا يجب مراجعة الطبيب فورًا لتجنب مضاعفات الحمل.

 

الرحم المقلوب والولادة

لا تختلف الولادة الطبيعية عن الولادة لدى النساء ذوات الرحم الطبيعي، ولا توجد أدلة قوية على زيادة الألم أو صعوبة الولادة.

 

الرحم المقلوب واللولب

تركيب اللولب آمن وفعال لدى النساء ذوات الرحم المقلوب، ولا يؤثر على عمل اللولب أو ثباته.

 

الرحم المقلوب حالة شائعة وغير خطيرة في أغلب الأحيان، ولا تؤثر عادةً على القدرة على الحمل أو الولادة. ومع ذلك، قد يتطلب الأمر متابعة طبية إذا تسبب بأعراض مزعجة أو كان مرتبطًا بحالات مرضية أخرى مثل بطانة الرحم المهاجرة أو الأورام الليفية. الحفاظ على صحة الحوض، ممارسة التمارين المناسبة، واستشارة الطبيب عند وجود أي ألم أو اضطراب في الدورة يساعد على تفادي المضاعفات.

 

إذا كنتِ تبحثين عن رعاية متخصصة في صحة المرأة والخصوبة مع خبرة طويلة، فإن مجمع صحة المرأة للخصوبة يُعد خيارًا متميزًا. بخبرة تتجاوز 24 عامًا في مجال طب النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب، يوفّر المجمع خدمات شاملة تشمل الفحوصات التشخيصية المتقدمة (سونار مهبلي، تصوير الحوض، تقييم التصاقات أو أورام ليفية)، وعلاج حالات مثل الرحم المقلوب إذا تطلب الأمر، بالإضافة إلى متابعة الحمل حال ثُبّت وجود جنين. طاقم طبي مؤهل ومتخصص، بيئة داعمة وخصوصية عالية — ما يجعله مناسبًا للنساء اللواتي يفضلن رعاية شاملة تجمع بين الخبرة العلمية والرعاية الشخصية.

 

🟣 الأسئلة الشائعة

 

1. هل يؤثر الرحم المقلوب على الحمل؟


لا، أغلب النساء المصابات بالرحم المقلوب يمكنهن الحمل بشكل طبيعي دون أي تأثير على الخصوبة، إلا في حالات نادرة يكون فيها السبب مرضيًا مثل الالتصاقات أو بطانة الرحم المهاجرة.

2. هل يسبب الرحم المقلوب ألمًا أثناء الجماع؟


قد تشعر بعض النساء بألم في أوضاع معينة خلال العلاقة الزوجية بسبب ميلان الرحم للخلف، ويمكن تقليل الألم باختيار أوضاع أكثر راحة.

3. هل يختفي الرحم المقلوب بعد الحمل؟


في كثير من الحالات يعود الرحم إلى الوضع الأمامي الطبيعي مع نمو حجم الرحم أثناء الحمل أو بعد الولادة.

4. كيف يتم تشخيص الرحم المقلوب؟


يتم تشخيصه عادة من خلال الفحص النسائي أو السونار، ولا يحتاج إلى فحوصات معقدة.

5. هل يحتاج الرحم المقلوب إلى علاج؟


لا يحتاج إلى علاج إذا كان بدون أعراض، بينما يتم العلاج في الحالات المصحوبة بألم أو مشاكل في الخصوبة، وقد يشمل التمارين أو العلاج الجراحي في بعض الحالات.


 

🟣 المصادر

 

  1. Cleveland Clinic – Retroverted Uterus (Tilted Uterus)
    https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/23426-retroverted-uterus

     

  2. MedlinePlus Medical Encyclopedia – Retroversion of the Uterus
    https://medlineplus.gov/ency/article/001506.htm

     

  3. Healthline – What You Should Know About Retroverted (Tilted) Uterus
    https://www.healthline.com/health/womens-health/tilted-uterus

     

  4. Mount Sinai Health Library – Retroversion of the Uterus
    https://www.mountsinai.org/health-library/diseases-conditions/retroversion-of-the-uterus

     

  5. PubMed – The retroverted gravid uterus and its effect on the outcome of pregnancy
    https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/1252851/

     


 

طلب حجز موعد


اخر مواضيعنا

تابع اخر المواضيع والأخبار