تعد الإفرازات المهبلية من العمليات الطبيعية التي يقوم بها جسم المرأة للحفاظ على صحة المهبل وتنظيفه من الجراثيم والخلايا الميتة، إلا أن اختلاف اللون، القوام، والرائحة قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي دقيق. في هذا المقال، نقدم دليلاً شاملاً عن الإفرازات المهبلية، أنواعها، أسبابها، وكيفية التعامل معها بطريقة علمية موثوقة.

ما هي الإفرازات المهبلية؟

الإفرازات المهبلية هي مادة سائلة أو مخاطية تنتجها الغدد داخل المهبل وعنق الرحم، وتساعد على:

• الحفاظ على نظافة المهبل ومنع تراكم البكتيريا والخلايا الميتة.

• تسهيل عملية الجماع عبر توفير مادة مزلقة طبيعية.

• الحفاظ على الرقم الهيدروجيني الطبيعي للمهبل، ما يقي من الالتهابات.

• إظهار علامات على التغيرات الفسيولوجية مثل التبويض أو الحمل.

تبدأ الإفرازات المهبلية بالنزول بعد سن البلوغ وتتغير طبيعتها وفق الدورة الشهرية، الحالة الصحية، والنشاط الجنسي.

أنواع الإفرازات المهبلية

يمكن تصنيف الإفرازات المهبلية إلى طبيعية وغير طبيعية، اعتمادًا على اللون والقوام والرائحة.

1. الإفرازات المهبلية الطبيعية

• الإفرازات البيضاء: عادةً ما تظهر في بداية الدورة الشهرية أو نهايتها، وتكون طبيعية إذا لم تصاحبها حكة أو رائحة غير معتادة.

• الإفرازات الشفافة والمطاطية (مخاط الخصوبة): تظهر عادةً أثناء فترة التبويض، وتدل على الخصوبة، وتكون لزجة قليلاً وشفافة.

• الإفرازات الشفافة والمائية: يمكن أن تظهر في أي وقت من الدورة الشهرية، وتزداد أحيانًا بعد ممارسة التمارين الرياضية، ولا تدل على وجود مشكلة صحية.

• الإفرازات البنية: تظهر عادةً بعد انتهاء الحيض مباشرة، وتساعد على تنظيف المهبل من الدم القديم. إذا استمرت خارج فترة الحيض، يجب مراجعة الطبيب.

ملاحظات مهمة: الإفرازات الطبيعية لا تسبب رائحة كريهة أو حكة، وتختلف الكمية حسب الإثارة الجنسية، التبويض، أو الرضاعة الطبيعية.

2. الإفرازات المهبلية غير الطبيعية

• الإفرازات البيضاء السميكة: إذا كانت مصحوبة بحكة أو حرقان أو ألم، فقد تكون علامة على عدوى الخميرة وتتطلب استشارة طبيب.

• الإفرازات الصفراء: إذا صاحبتها رائحة كريهة، فقد تشير إلى عدوى بكتيرية أو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل الكلاميديا.

• الإفرازات الخضراء: غالبًا ما تدل على عدوى بكتيرية أو طفيلية مثل داء المشعرات، وتتطلب تقييم طبي وعلاج مناسب.

• الإفرازات البنية أو الدموية: إذا ظهرت خارج فترة الحيض أو صاحبتها أعراض مثل ألم الحوض، فقد تشير إلى مشاكل في بطانة الرحم أو عنق الرحم، أو في حالات نادرة إلى سرطان عنق الرحم.

أسباب الإفرازات المهبلية

أسباب طبيعية

• التبويض والدورة الشهرية

• الحمل والرضاعة الطبيعية

• الإثارة الجنسية

• ممارسة الرياضة أو النشاط البدني

• التغيرات الهرمونية الناتجة عن حبوب منع الحمل أو التوتر النفسي
   

أسباب غير طبيعية

• العدوى الفطرية (مثل داء المبيضات)

• العدوى البكتيرية (التهاب المهبل الجرثومي)

• الأمراض المنقولة جنسيًا (داء المشعرات، الكلاميديا، السيلان)

• استخدام بعض الأدوية أو المضادات الحيوية

• مشاكل صحية مزمنة مثل السكري
   

التفرقة بين الإفرازات الطبيعية وغير الطبيعية

الإفرازات الطبيعية:

• شفافة أو بيضاء، لزجة قليلاً

• لا تسبب حكة أو رائحة كريهة

• تتغير كميتها وفق الدورة أو التبويض
   

الإفرازات غير الطبيعية:

• لها رائحة كريهة أو لون غير مألوف (أصفر، أخضر، بني)

• قد ترافقها حكة، حرقة، أو ألم في الحوض

• يمكن أن تشير إلى عدوى أو اضطرابات صحية
   

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي من التالي:

• إفرازات صفراء، خضراء، أو رمادية

• رائحة كريهة قوية أو إفرازات رغوية

• حكة أو حرقة شديدة

• إفرازات بنية أو دموية غير مرتبطة بالحيض

• ألم في الحوض أو أثناء الجماع
   

الوقاية من الإفرازات المهبلية غير الطبيعية

• غسل المنطقة الحساسة من الأمام إلى الخلف

• ارتداء ملابس داخلية قطنية وتغييرها بانتظام

• تجنب الملابس الضيقة جدًا

• استخدام صابون لطيف وماء دافئ، والابتعاد عن المستحضرات المعطرة

• عدم استخدام الدش المهبلي الداخلي باستمرار

• الحفاظ على النظافة الشخصية خلال الدورة الشهرية
   

علاج الإفرازات المهبلية

يعتمد العلاج على السبب، وقد يشمل:

• الأدوية المضادة للفطريات: لعلاج عدوى الخميرة (كريم أو جل مهبلي)

• المضادات الحيوية: لعلاج العدوى البكتيرية أو داء المشعرات

• العلاجات الطبيعية: بعض الأعشاب والتغييرات الغذائية تحت إشراف طبي

ملاحظة: لا ينصح بعلاج الإفرازات المهبلية دون معرفة السبب الطبي.

تأثير الدورة الشهرية على الإفرازات

• الإفرازات تزداد قبل الدورة مباشرة وتصبح أكثر كثافة

• زيادة الإفرازات الشفافة تشير غالبًا إلى الإباضة

• تغيرات الرقم الهيدروجيني خلال الدورة تزيد من فرصة الالتهابات
   

إذا كنتِ تبحثين عن تشخيص دقيق وعلاج موثوق للإفرازات المهبلية، يُوصى بزيارة مجمع صحة المرأة بجدة. يتميز المجمع بخبرة تتجاوز 24 عامًا في تقديم الرعاية النسائية المتخصصة، مع فريق طبي مؤهل يستخدم أحدث التقنيات لفحص وعلاج الإفرازات المهبلية، وضمان صحة الجهاز التناسلي للمرأة بطريقة آمنة وفعّالة.

🟣 الأسئلة الشائعة

 ما الفرق بين الإفرازات المهبلية الطبيعية وغير الطبيعية؟

 الإفرازات الطبيعية تكون شفافة أو بيضاء ولزجة قليلاً، ولا تسبب رائحة أو حكة، بينما الإفرازات غير الطبيعية غالبًا ما تكون صفراء أو خضراء أو بنية، وترافقها أعراض مثل الحكة أو الحرقة أو الرائحة الكريهة.

 متى يجب مراجعة الطبيب؟

عند ظهور إفرازات صفراء أو خضراء أو بنية، أو رائحة كريهة، أو ألم في الحوض، أو حكة شديدة.

هل الإفرازات المهبلية مؤشر على الحمل؟

نعم، يمكن أن تزداد الإفرازات المهبلية خلال الحمل، لكنها ليست مؤشرًا وحيدًا على حدوث الحمل.

ما أسباب الإفرازات الصفراء والخضراء؟

غالبًا بسبب العدوى البكتيرية أو الطفيلية مثل داء المشعرات، وتتطلب تقييم طبي وعلاج مناسب.

كيف يمكن الوقاية من الإفرازات المهبلية غير الطبيعية؟

الحفاظ على النظافة الشخصية، ارتداء ملابس داخلية قطنية، تجنب الملابس الضيقة والمستحضرات المعطرة، وعدم استخدام الدش المهبلي باستمرار.

🟣 المصادر

1. Mayo Clinic – المهبل: ما المعتاد وما غير المعتاد
   https://www.mayoclinic.org/ar/healthy-lifestyle/womens-health/in-depth/vagina/art-20046562
    

2. Mayo Clinic – Vaginitis: Diagnosis & Treatment
   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/vaginitis/diagnosis-treatment/drc-20354713
    

3. National Health Service (NHS) – Vaginal discharge
   https://www.nhs.uk/symptoms/vaginal-discharge/
    

4. American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG) – Vaginitis FAQs
   https://www.acog.org/womens-health/faqs/vaginitis
    

5. ACOG Practice Bulletin Number 215 – Vaginitis in Nonpregnant Patients
   https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31856123/