الرحم ذو القرنين (بالإنجليزية: Bicornuate Uterus) هو أحد التشوهات الخلقية النادرة التي يولد بها بعض النساء، حيث يكون الرحم على شكل قلب ويحتوي على تجويفين يشبهان القرنين، بينما يحتوي الرحم الطبيعي على تجويف واحد فقط.
تظهر عيوب الرحم الخلقية بنسبة تقريبية تبلغ 3% لدى النساء، ويعد الرحم ذو القرنين من أكثر هذه التشوهات شيوعًا. قد يواجه بعض النساء مشاكل مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة، إلا أن الحمل الطبيعي والولادة الناجحة ما زالا ممكنين.
في هذا المقال سنغطي كل ما يتعلق بالرحم ذو القرنين من أسباب، أعراض، مضاعفات، تشخيص، علاج، تأثيره على الحمل، والحمل بتوأم.
ما هو الرحم ذو القرنين؟
الرحم هو العضو المسؤول عن نمو البويضة المخصبة وتحويلها إلى جنين، ويؤثر شكله على الحمل والولادة. في الرحم ذو القرنين، يكون الجزء العلوي للرحم مقسومًا إلى تجويفين، بينما يبقى الجزء السفلي موحدًا.
غالبًا ما لا تدرك المرأة وجود هذا التشوه إلا عند محاولة الحمل أو أثناء الحمل نفسه، حيث يكون الحيض عادة طبيعيًا.
هل يمنع الرحم ذو القرنين الحمل؟
بحسب الدراسات والتقارير الطبية، لا يمنع الرحم ذو القرنين الحمل ولا يقلل من خصوبة المرأة، إذ يمكن للبويضة أن تُلقح وتنغرس في بطانة الرحم بشكل طبيعي.
إذا كان التشوه طفيفًا، فمن المرجح أن لا يؤثر على الحمل، والكثير من النساء يحملن وينجبن أطفالًا أصحاء دون مضاعفات.
نسبة نجاح الحمل في الرحم ذو القرنين
تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الحمل الناجح مع ولادة طفل حي في الرحم ذو القرنين تصل إلى حوالي 60%، ويعتبر هذا الحمل من الحالات الحرجة التي تحتاج متابعة طبية دقيقة وفحوصات منتظمة لتجنب أي مضاعفات.
أعراض الحمل والرحم ذو القرنين
الأعراض العامة
لا توجد أعراض خاصة للحمل في الرحم ذو القرنين تختلف عن الحمل الطبيعي، إلا أن النساء المصابات قد يحتاجن إلى متابعة دقيقة للوقاية من المخاطر. من بين الأعراض المحتملة:
المضاعفات والمخاطر المحتملة
على الرغم من أن معظم النساء لا يواجهن صعوبات إضافية، إلا أن بعض حالات الرحم ذو القرنين والحمل قد تواجه:
-
تمزق الأغشية أو المخاض المبكر
-
وضع الجنين المقعدي (Breech Position)
-
الإجهاض، خاصة في الثلث الثاني من الحمل
-
الولادات المبكرة
هل يزيد الرحم ذو القرنين من خطر الإجهاض؟
نعم، يمكن أن يؤدي الرحم ذو القرنين إلى زيادة خطر الإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل بسبب:
لا يسبب الرحم ذو القرنين الإجهاض في الثلث الأول من الحمل عادة، لكن قد يتسبب في فقدان الجنين إذا ولد قبل الأسبوع 24–25.
تشوهات الجنين
تزداد احتمالية ولادة طفل بعيوب خلقية بنسبة تصل إلى أربع مرات مقارنة بالنساء ذوات الرحم الطبيعي.
وضع الجنين في الرحم ذو القرنين
شكل الرحم يؤثر على وضعية الجنين، وغالبًا يكون الجنين في الوضع المقعدي أو الجلوس، مما قد يستلزم ولادة قيصرية لتجنب المضاعفات أثناء الولادة.
لا يُنصح بمحاولة تعديل وضع الجنين في الرحم ذو القرنين، ويجب متابعة الطبيب لتحديد أفضل طريقة للولادة.
العلاج الطبي والتدخل الجراحي
ربط عنق الرحم
قد تحتاج بعض الحالات إلى ربط عنق الرحم، وهي عملية تثبيت عنق الرحم لمنع الولادة المبكرة وفقدان الحمل في المراحل المتأخرة، بعد تقييم الطبيب المختص.
جراحة رأب الرحم
يُستخدم رأب الرحم لتصحيح التشوهات في الرحم ذو القرنين، عادةً عن طريق المنظار، بحيث يتم إزالة الأنسجة الفاصلة بين القرون، وتحقيق تجويف رحم موحد.
العلاج في حالات العقم
في حالات الرحم ذو القرنين المرتبطة بالعقم، تبقى الجراحة خيارًا مثيرًا للجدل، لأن معظم الدراسات تشير إلى أن الرحم ثنائي القرن لا يمنع الحمل عادة.
الرحم ذو القرنين والحمل بتوأم
حالات الحمل بتوأم في الرحم ذو القرنين نادرة للغاية، وتم توثيق حوالي 12 حالة فقط.
-
غالبية هذه الحالات نجحت بالولادة لطفلين أصحاء
-
إدارة الحمل تكون فردية حسب حالة الأم
-
غالبًا ما يُفضل الولادة القيصرية لتجنب المضاعفات
أسباب الرحم ذو القرنين
تطورات غير طبيعية خلال النمو الجنيني
يحدث الرحم ذو القرنين نتيجة تطور غير كامل لقنوات الرحم، حيث ينقسم الجزء العلوي للرحم إلى تجويفين بينما يبقى الجزء السفلي موحدًا، مما يعطي الرحم شكله القلبي المميز.
خلل خلقي
ينشأ هذا الخلل خلال مرحلة تكوّن الرحم في الرحم الأم، عندما لا يندمج جزئيًا قناتا مولر المسؤولتان عن تكوين الرحم بشكل كامل، ما يؤدي إلى شكل ثنائي القرون.
تشخيص الرحم ذو القرنين
الفحوصات الطبية
يتم اكتشاف الرحم ذو القرنين غالبًا عند:
وتتم الفحوصات كالآتي:
-
فحص الحوض: لفحص الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية
-
الموجات فوق الصوتية: للكشف عن شكل الرحم
-
تنظير البطن: للكشف عن الشكل الخارجي للرحم
-
تنظير الرحم: لتفاصيل دقيقة داخل الرحم
-
تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لتأكيد التشخيص
علاج الرحم ذو القرنين
-
في معظم الحالات لا يحتاج إلى علاج إذا لم تتسبب الحالة بمضاعفات
-
جراحة تشوهات الرحم: لتوحيد تجويف الرحم دون تدمير الأنسجة
-
ربط عنق الرحم: لمنع الإجهاض المبكر وتحسين فرص الحمل
نصائح لمتابعة الحمل في الرحم ذو القرنين
-
الالتزام بالمراجعات الطبية الدورية والمتابعة بالموجات فوق الصوتية
-
مراقبة وضع الجنين وتحديد الطريقة المناسبة للولادة
-
استشارة الطبيب فور حدوث أي نزيف أو تقلصات مبكرة
-
تقييم التاريخ الطبي لتحديد الحاجة لربط عنق الرحم أو رأب الرحم
ينصح مجمع صحة المرأة للخصوبة بجدة، بخبرة تزيد عن 24 عامًا، بمتابعة النساء المصابات بالرحم ذو القرنين منذ بداية الحمل، لضمان الرعاية المثلى وتقليل مخاطر الإجهاض أو الولادة المبكرة. يوفر المجمع فريقًا متخصصًا لإجراء الفحوصات التشخيصية المتقدمة، وتقديم الاستشارات الفردية لكل حالة لضمان نجاح الحمل بأمان.
🟣 الأسئلة الشائعة
هل يمنع الرحم ذو القرنين الحمل؟
لا، معظم النساء المصابات يمكنهن الحمل طبيعيًا، وقد يحملن وينجبن أطفالًا أصحاء.
هل يسبب الرحم ذو القرنين الإجهاض؟
يزيد خطر الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل والولادة المبكرة، ولكنه لا يسبب الإجهاض في الثلث الأول عادة.
هل يحتاج الرحم ذو القرنين إلى علاج؟
لا في معظم الحالات، إلا إذا كانت هناك مضاعفات مثل الإجهاض المتكرر أو مشاكل في الحمل.
هل يمكن الولادة طبيعية؟
يعتمد على وضع الجنين، وغالبًا يكون الوضع المقعدي، مما يستلزم الولادة القيصرية.
هل يمكن الحمل بتوأم مع الرحم ذو القرنين؟
نعم، لكنه نادر، ويُدار بشكل فردي مع متابعة دقيقة للحمل.
🟣 المصادر
-
Cleveland Clinic – Bicornuate Uterus: Symptoms, Diagnosis & Treatment
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22798-bicornuate-uterus
-
Reproductive, Obstetric and Neonatal Outcomes in Women with Congenital Uterine Anomalies: A Systematic Review and Meta-Analysis
https://www.mdpi.com/2077-0383/10/21/4797
-
Obstetrical outcome in pregnant women presenting with congenital uterine anomalies
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC12022557/
-
Pregnancy and Delivery in Women with Uterine Malformations
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26768640/
-
Peripartal management of dichorial twin pregnancy in a bicornuate bicollis uterus: a case report and review of the literature
https://jmedicalcasereports.biomedcentral.com/articles/10.1186/s13256-024-04506-2