يُعد فحص الحوض من الفحوصات الطبية النسائية الأساسية التي تهدف إلى تقييم صحة الجهاز التناسلي الأنثوي والكشف المبكر عن أي اضطرابات أو مشكلات صحية قد تؤثر على المرأة في مختلف مراحل حياتها. وعلى الرغم من بساطة هذا الفحص وقصر مدته، إلا أن دوره الوقائي والتشخيصي بالغ الأهمية، سواء أُجري كجزء من الفحوص الدورية أو بسبب ظهور أعراض معينة.

في هذا المقال، نقدم شرحًا طبيًا مبسطًا ومتكاملًا لفحص الحوض، يشمل دواعي إجرائه، مراحله، كيفية الاستعداد له، وما الذي يمكن توقعه قبل الفحص وأثناءه وبعده، مع مراعاة الدقة العلمية والأسلوب السهل للقارئة.

ما هو فحص الحوض؟

فحص الحوض (Pelvic Exam) هو تقييم بصري ويدوي تقوم به الطبيبة أو الطبيب المختص لفحص الأعضاء التناسلية الأنثوية الداخلية والخارجية، ويشمل ذلك:

• الفرج (الأعضاء التناسلية الخارجية)

• المهبل

• عنق الرحم

• الرحم

• المبيضين

• قناتي فالوب

• وأحيانًا المثانة والمستقيم

يُجرى هذا الفحص عادة داخل عيادة أمراض النساء، ويستغرق في المتوسط من 5 إلى 10 دقائق. ورغم أن بعض مراحله قد تكون غير مريحة قليلًا، إلا أنه لا يُفترض أن يكون مؤلمًا، ويجب إبلاغ الطبيب فورًا عند الشعور بأي ألم.

لماذا يتم إجراء فحص الحوض؟

تتنوع أسباب إجراء فحص الحوض، ويُحدَّد توقيته وعدد مرات إجرائه بناءً على عمر المرأة، تاريخها الصحي، والأعراض التي تعاني منها.

1. الفحص الروتيني والوقائي

• تقييم الصحة الإنجابية والجنسية.

• الكشف المبكر عن:

  • التهابات المهبل

  • تكيسات المبيض

  • الأورام الليفية

  • التغيرات السابقة للسرطان

• يُنصح غالبًا بزيارة طبيب/ة النساء مرة سنويًا بدءًا من سن 21 عامًا، حتى في حال عدم وجود أعراض.

⚠️ تجدر الإشارة إلى أن الحاجة للفحص السنوي قد تختلف من امرأة لأخرى، ويجب اتخاذ القرار بالتشاور مع الطبيب.

2. أثناء الحمل

• تقييم حجم الحوض وعنق الرحم.

• الكشف المبكر عن ضعف عنق الرحم الذي قد يزيد خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.

• يُجرى غالبًا في الزيارات الأولى للحمل، وقد يُعاد في الأسابيع الأخيرة حسب الحاجة الطبية.
   

3. عند ظهور أعراض غير طبيعية

يُستخدم فحص الحوض لتشخيص أسباب أعراض مثل:

• ألم الحوض أو أسفل البطن

• نزيف مهبلي غير منتظم

• إفرازات مهبلية غير طبيعية

• ألم أثناء الجماع

• اضطرابات التبول

• حكة أو تورم في المنطقة التناسلية

كما يساعد في الكشف عن:

• الأمراض المنقولة جنسيًا

• التهابات المهبل البكتيرية أو الفطرية

• مرض التهاب الحوض

• أكياس المبيض

• أورام الجهاز التناسلي
   

ممّ يتكوّن فحص الحوض؟

يشمل فحص الحوض عدة مراحل متكاملة، لكل منها دور تشخيصي محدد:

أولًا: الفحص البصري الخارجي

تقوم الطبيبة بفحص الفرج بحثًا عن:

• احمرار أو تورم

• تقرحات أو كتل

• تغير في لون الجلد

• إفرازات غير طبيعية
   

ثانيًا: فحص المنظار المهبلي

• استخدام أداة تُسمى المنظار لفتح جدران المهبل بلطف.

• يسمح للطبيب برؤية المهبل وعنق الرحم بوضوح.

• قد يسبب إحساسًا بالضغط، لكنه لا يجب أن يكون مؤلمًا.

• يُستخدم جل مزلق وأحيانًا يتم تدفئة المنظار لزيادة الراحة.
   

ثالثًا: مسحة عنق الرحم (Pap Smear)

• تُجرى عند الحاجة للكشف عن التغيرات الخلوية أو سرطان عنق الرحم.

• يمكن أيضًا أخذ عينات للكشف عن العدوى أو الأمراض المنقولة جنسيًا.
   

رابعًا: الفحص الداخلي (الفحص ثنائي اليدين)

• إدخال إصبعين في المهبل مع الضغط باليد الأخرى على أسفل البطن.

• يهدف إلى:

  • تقييم حجم وموقع الرحم

  • فحص المبيضين

  • الكشف عن أي كتل أو ألم غير طبيعي
     

خامسًا: فحص المستقيم (عند الحاجة)

• يُجرى في بعض الحالات للكشف عن:

  • كتل خلفية في الحوض

  • بواسير أو شقوق شرجية

  • اضطرابات في المستقيم
     

كيف تستعدين لفحص الحوض؟

لضمان أفضل نتائج وراحة أثناء الفحص، يُنصح بما يلي:

• تحديد موعد الفحص بعيدًا عن أيام الحيض إن أمكن.

• إفراغ المثانة قبل الفحص.

• تجنب لمدة 24–48 ساعة قبل الفحص:

  • الجماع

  • الدش المهبلي

  • استخدام السدادات القطنية

  • الكريمات أو الأدوية المهبلية

• تدوين أي أسئلة أو أعراض لمناقشتها مع الطبيب.
   

ماذا تتوقعين أثناء الفحص؟

• تغيير الملابس وارتداء ثوب خاص.

• الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين ووضع القدمين على الدعامات.

• وجود مرافق طبي (ممرضة) للحفاظ على الخصوصية.

• شرح الطبيب لكل خطوة قبل القيام بها.

• يمكنك طلب التوقف في أي وقت إذا شعرتِ بعدم الراحة.
   

ما بعد فحص الحوض

• يمكنك العودة إلى أنشطتك اليومية مباشرة.

قد يحدث:

• نزيف خفيف

• تقلصات بسيطة ومؤقتة
   

يجب مراجعة الطبيب فورًا في حال:

• ألم شديد

• نزيف غزير

• استمرار الأعراض لفترة طويلة
   

نتائج فحص الحوض

• غالبًا ما تُناقش النتائج مباشرة بعد الفحص.

• نتائج مسحة عنق الرحم قد تستغرق من عدة أيام حتى أسابيع.

• في حال اكتشاف أي مشكلة، يضع الطبيب خطة متابعة أو علاج مناسبة.
   

يُعد فحص الحوض أداة تشخيصية ووقائية مهمة للحفاظ على صحة المرأة الإنجابية. ورغم الجدل حول عدد مرات إجرائه، إلا أن القرار يجب أن يكون مشتركًا بين المرأة والطبيب بناءً على الحالة الصحية الفردية. لا تترددي في طرح أي أسئلة أو التعبير عن أي قلق أثناء الفحص، ففهمك لما يحدث يزيد من راحتك ويجعل التجربة أكثر إيجابية.

الاهتمام بالفحوصات الدورية هو خطوة أساسية نحو صحة أفضل واطمئنان دائم.

في مجمع صحة المرأة للخصوبة بجدة، نحرص على تقديم فحوصات نسائية دقيقة وآمنة وفق أحدث الإرشادات الطبية العالمية، مع مراعاة الخصوصية وراحة المريضة في كل خطوة. يشرف على فحص الحوض فريق طبي نسائي متخصص يستخدم تقنيات تشخيص حديثة للكشف المبكر عن المشكلات الصحية ووضع خطط علاجية مخصصة، دعمًا لصحة المرأة الإنجابية وتعزيز فرص الحمل السليم.

🟣 الأسئلة الشائعة

هل فحص الحوض ضروري لكل النساء؟

ليس بالضرورة سنويًا لكل النساء، لكن يُنصح به عند وجود أعراض، أثناء الحمل، أو كجزء من التقييم الصحي الدوري حسب توصية الطبيب.

هل فحص الحوض مؤلم؟

عادة لا يكون مؤلمًا، لكنه قد يسبب انزعاجًا بسيطًا. يجب إبلاغ الطبيب فور الشعور بالألم.

متى يجب البدء بفحص الحوض؟

غالبًا تبدأ الفحوصات النسائية المنتظمة من عمر 21 عامًا، أو قبل ذلك في حال وجود أعراض أو نشاط جنسي.

هل فحص الحوض يكشف عن سرطان عنق الرحم؟

فحص الحوض وحده لا يكفي، لكن غالبًا يُجرى معه اختبار مسحة عنق الرحم (Pap Smear) للكشف المبكر.

هل يمكن إجراء فحص الحوض أثناء الحمل؟

نعم، ويُجرى عادة في المراحل المبكرة من الحمل، وقد يُعاد لاحقًا حسب الحاجة الطبية.

هل أحتاج فحص الحوض قبل استخدام وسائل منع الحمل؟
ليس دائمًا، إلا في حال استخدام اللولب الرحمي.

🟣 المصادر

American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG)
https://www.acog.org/womens-health/faqs/pelvic-exams

Mayo Clinic – Pelvic exam
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/pelvic-exam/about/pac-20385135

MedlinePlus – Pelvic exam
https://medlineplus.gov/ency/article/003919.htm

World Health Organization (WHO) – Sexual and reproductive health
https://www.who.int/health-topics/sexual-health