يُعد التهاب المهبل من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا لدى النساء في مختلف المراحل العمرية، وهو حالة طبية تنتج عن اضطراب بيئة المهبل الطبيعية، سواء بسبب عدوى أو تغيّرات هرمونية أو تهيّج ناتج عن مواد خارجية. وعلى الرغم من شيوعه، إلا أن التعامل الخاطئ معه أو إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير مرغوبة، خاصة لدى الحوامل أو النساء المصابات بأمراض مزمنة.
في هذا الدليل الطبي، نقدم لكِ شرحًا متكاملًا ومبسطًا حول أسباب التهاب المهبل، أنواعه، أعراضه، طرق تشخيصه، أحدث أساليب العلاج، إضافة إلى أهم النصائح الوقائية.
ما هو التهاب المهبل؟
التهاب المهبل (Vaginitis) هو التهاب يصيب بطانة المهبل، وهي قناة عضلية تمتد من عنق الرحم إلى خارج الجسم. وقد يحدث الالتهاب منفردًا أو مترافقًا مع التهاب الفرج الخارجي، وهي حالة تُعرف باسم التهاب الفرج والمهبل.
تتعرض أغلب النساء للإصابة بالتهاب المهبل مرة واحدة على الأقل خلال حياتهن، وقد تتكرر الإصابة في بعض الحالات، خاصة عند وجود عوامل خطر مستمرة.
أنواع التهابات المهبل
يمكن تصنيف التهابات المهبل إلى نوعين رئيسيين: معدية وغير معدية.
أولًا: التهابات المهبل المعدية
وهي الأكثر شيوعًا، وتشمل:
التهاب المهبل البكتيري
يحدث نتيجة خلل في التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة داخل المهبل، مما يسمح بنمو مفرط للبكتيريا الضارة.
السمات الشائعة:
-
إفرازات رقيقة رمادية أو بيضاء
-
رائحة كريهة تشبه رائحة السمك
-
غالبًا دون حكة أو ألم واضح
التهاب المهبل الفطري (عدوى الخمائر)
ينتج عن زيادة نمو فطر المبيضات البيضاء.
السمات الشائعة:
داء المشعرات
عدوى طفيلية تنتقل غالبًا عبر الاتصال الجنسي.
السمات الشائعة:
التهاب المهبل الفيروسي
قد ينتج عن فيروسات منقولة جنسيًا مثل الهربس البسيط أو فيروس الورم الحليمي البشري.
ثانيًا: التهابات المهبل غير المعدية
التهاب المهبل الضموري
يظهر عادة بعد انقطاع الطمث نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى ترقق وجفاف بطانة المهبل.
التهاب المهبل التحسسي
ينتج عن تهيج المهبل بمواد مثل:
أسباب وعوامل خطر التهاب المهبل
تشمل الأسباب المحتملة:
-
التغيرات الهرمونية (الحمل، الرضاعة، سن اليأس)
-
استخدام المضادات الحيوية
-
اضطرابات المناعة أو السكري غير المنضبط
-
الجماع غير الآمن
-
الدش المهبلي
-
ارتداء ملابس ضيقة أو مبللة
-
ضعف النظافة أو المسح الخاطئ بعد التبول
أعراض التهاب المهبل
تختلف الأعراض حسب السبب، وقد تشمل:
-
إفرازات مهبلية غير طبيعية (لون، قوام، رائحة)
-
حكة أو حرقة مهبلية
-
احمرار وتورم في المنطقة الحساسة
-
ألم أثناء الجماع أو التبول
-
نزيف مهبلي خفيف
-
رائحة غير مستحبة
أعراض إضافية لدى المتزوجات
كيف يتم تشخيص التهاب المهبل؟
يعتمد التشخيص على عدة خطوات متكاملة:
التاريخ الطبي
-
مراجعة الأعراض الحالية
-
تاريخ العدوى السابقة
-
النشاط الجنسي
فحص الحوض
الفحوصات المخبرية
-
تحليل عينة من الإفرازات المهبلية
-
قياس درجة الحموضة المهبلية
-
الفحص المجهري للكشف عن البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات
علاج التهاب المهبل حسب النوع
علاج التهاب المهبل البكتيري
-
ميترونيدازول (فموي أو جل مهبلي)
-
كليندامايسين (كريم أو تحاميل أو أقراص)
-
في بعض الحالات: تينيدازول أو سيكنيدازول
يجب إكمال العلاج حتى نهايته لتقليل خطر الانتكاس.
علاج التهاب المهبل الفطري
علاج داء المشعرات
علاج التهاب المهبل الهرموني
علاج التهاب المهبل التحسسي
نصائح مهمة للرعاية الذاتية
الوقاية من التهابات المهبل
اتباع هذه الإرشادات يقلل خطر الإصابة:
-
الحفاظ على النظافة دون إفراط
-
تجنب المنتجات المعطرة
-
تغيير الملابس المبللة فورًا
-
ممارسة الجنس الآمن
-
استخدام المضادات الحيوية عند الحاجة فقط
-
تناول الزبادي المحتوي على البروبيوتيك
-
مراجعة طبيب النساء بانتظام
متى يجب زيارة الطبيب؟
-
عند ظهور الأعراض لأول مرة
-
في حال الحمل
-
عند عدم تحسن الأعراض
-
في حال الاشتباه بعدوى منقولة جنسيًا
-
عند تكرار الالتهابات بشكل ملحوظ
التهاب المهبل حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج والوقاية بشكل فعّال عند التشخيص الصحيح والالتزام بالخطة العلاجية المناسبة. لا تتجاهلي الأعراض، فالتدخل المبكر يحميكِ من المضاعفات ويحافظ على صحة الجهاز التناسلي وجودة حياتكِ. إذا كانت لديكِ أعراض مستمرة أو متكررة، فاستشارة طبيب مختص هي الخطوة الأهم.
في حال المعاناة من أعراض التهاب المهبل المتكررة أو غير الواضحة السبب، يُنصح بمراجعة مجمع صحة المرأة للخصوبة بجدة، حيث يضم نخبة من استشاريي أمراض النساء والخصوبة، ويعتمد على أحدث وسائل التشخيص المخبري والعلاجات الطبية المخصصة لكل حالة، مع الالتزام الكامل بالبروتوكولات الطبية العالمية، لضمان تشخيص دقيق وعلاج فعّال يحافظ على صحة المرأة وجودة حياتها.
🟣 الأسئلة الشائعة
ما هو التهاب المهبل؟
التهاب المهبل هو حالة طبية شائعة ناتجة عن عدوى أو تهيّج أو تغيّرات هرمونية، تؤدي إلى أعراض مثل الإفرازات غير الطبيعية، الحكة، أو الحرقة المهبلية.
ما الفرق بين التهاب المهبل البكتيري والفطري؟
التهاب المهبل البكتيري يتميز بإفرازات رمادية ذات رائحة كريهة، بينما الفطري يسبب إفرازات بيضاء كثيفة تشبه الجبن مع حكة شديدة، ويختلف العلاج في كل حالة.
هل التهاب المهبل مرض خطير؟
غالبًا لا يكون خطيرًا إذا عولج مبكرًا، لكن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الحوض أو زيادة خطر العدوى المنقولة جنسيًا، خاصة أثناء الحمل.
هل يمكن علاج التهاب المهبل دون زيارة الطبيب؟
بعض حالات العدوى الفطرية البسيطة قد تُعالج بأدوية موضعية، لكن التشخيص الطبي ضروري لتحديد السبب الصحيح ومنع العلاج الخاطئ.
كيف يمكن الوقاية من التهابات المهبل؟
تجنّب الغسولات المعطرة، عدم استخدام الدش المهبلي، ارتداء ملابس قطنية، الحفاظ على النظافة الصحيحة، وممارسة الجنس الآمن.
🟣 المصادر
Mayo Clinic – Vaginitis
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/vaginitis/symptoms-causes/syc-20354707
NHS – Vaginitis
https://www.nhs.uk/conditions/vaginitis
American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG) – Vaginitis
https://www.acog.org/womens-health/faqs/vaginitis